;

عن توقير أهل العلم 910

2009-03-25 03:02:03

عبدالمجيد السامعي

صحيح أن القضاة ثلاثة: "قاض في الجنة وقاضيان في النار"، وقصة العالم من بني إسرائيل الذي لم يقول الحق معروفة في كتب التفسير "به فابدأ" لأنه لم يقل الحق، غير أنه لا بد من القول على أن لا بد لعامة الناس من أن يوقروا العلماء قال الله تعالى: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" [الزمر: 9]"، ويقول سبحانه: "إنما يخشى الله من عباده العلماء" [فاطر: 28]، ويقول جل وعلا: "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" [النساء: 59]، وأولو الأمر كما يقول أهل العلم: هم العلماء.

وقال بعض المفسرين: أولو الأمر: الأمراء والعلماء.

ويقول الله جل وعلا: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير" [ألمجادلة: 11]، وروى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".

قال ابن المنير كما يذكر ابن حجر : "من لم يفقهه الله في الدين فلم يرد به خيراً".

وروى أبو الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله علهي وسلم أنه قال: "فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر، العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا ديناراَ ولا درهماً وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر".

ومن عقيدة أهل السنة والجماعة كما يقول الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله: أنهم يدينون الله باحترام العلماء الهداة، أي أن أهل السنة والجماعة يتقربون إلى الله تعالى بتوقير العلماء وتعظيم حرمتهم.

قال الحسن: "كانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار".

وقال الأوزاعي: الناس عندنا أهل العلم ومن سواهم فلا شيء.

وقال سفيان الثوري: "لو أن فقيهاً على رأس جبل لكان هو الجماعة".

وحول هذه المعاني يقول الشاعر:

الناس من جهة التمثال أكفاء أبوهم آدم والأم حواء

فإن يكن لهم في أصلهم نسب يفاخرون به فالطين والماء

ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لم استهدى أذلاء

وقدر كل أمراً ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء

من هذه النصوص الكريمة ثم من هذه الأقوال المحفوظة تتبين لنا المكانة العظيمة والدرجة العالية التي يتمتع بها علماء الأمة ومن هنا وجب أن يوفيهم الناس حقهم من التعظيم والتقدير والإجلال وحفظ الحرمات قال الله تعالى: "ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه" [الحج: 30]، ويقول جل وعلا: "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" [الحج: 32].

والشعيرة كما قال العلماء: كل ما أذن الله وأشعر بفضله وتعظيمه.

العلماء بلا ريب يدخلون دخولاً أولياً فيما أذن الله وأشعر الله بفضله وتعظيمه، بدلالة النصوص الكريمة السالفة الإيراد.

إذاً فالنيل من العلماء وإيذاؤهم يعد إعراضاً أو تقصيراً في تعظيم شعيرة من شعائر الله، وما أبلغ قول بعض العلماء: أعراض العلماء على حفرة من حفر جهنم.

وإن مما يدل على خطورة إيذاء مصابيح الأمة العلماء ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل في الحديث القدسي: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب".

رواه البخاري ما نخلص إليه هو أن النيل من الصالحين حرام ويدخل في الغيبة والنميمة: "أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد