محمد أمين الداهية
بسبب إنشغاله مع ولده الذي كان يتلقى العلاج في أمانة العاصمة حيث وكان ولده يعاني من مرض الكلى وقد تم استئصال أحد كليتي الطفل وتم عمل عملية جرامية في الكلية الأخرى ولأن هذا المدرس ضعيف عجز عن أن يدبر أموره كغيره من المدرسين الذين لا يعرفون مدارسهم إلا آخر الشهر، لم يستطع أن يحظى بإجازة تسمح له بأن يتفرغ لإنقاذ حياة فلذة كبده فأضطر أن يغيب وينقطع عن عمله مجبراً، فما باليد حيلة، فمن الصعب أن ينظر الأب إلى فلذة كبده يصارع الموت ويقف موقف العاجز، فما كان من هذا المدرس الذي طلب منا أن لا نذكر اسمه إلا أن يخوض مغامرة الانقطاع عن التدريس لأشهر معدودة مقابل أن ينقذ حياة فلذة كبده، ورغم هذه المغامرة كان يتوقع كل الاحتمالات الجزائية عدا أن يتم فصله من عمله فصلاً نهائياً إلى غير رجعة وتذهب درجته الوظيفية التي لطالما عانى الحصول عليها وبعد خدمة في التدريس خمس سنوات تذهب درجته الوظيفية أدراج المجهول، كيف ولماذا وهل يستحق هذا العقاب الصارم؟ أي جريمة أكبر من أن يحرم موظف حكومي وفي التربية من وظيفته وراتبه؟ أهناك أبشع من ذلك؟ ما هذه القسوة؟ وما هذه الإجراءات التي لا يقرها لا دين ولا قانون؟ رجل يصارع قساوة الحياة ويخسر الغالي والنفيس وفوق ذلك يحرم من وظيفته وراتبه، أهكذا يفرض القانون سطوته ويكافئ معلم ومربي يحترق ليضيء للآخرين الطريق؟ أيستخسر القانون في هذا المعلم منحه إجازة أو فرصة تمكنه من التفرغ لمشاكله وإنقاذ حياة ابنه، لا أظن القانون كذلك.
أصبحت الآن حياة هذا المدرس جحيم، فبعد ذلك المكان المرموق في سلك التربية أصبح اليوم يفتقر إلى أبسط الأشياء حتى أسرته المكونة من خمسة أطفال تغير كيانها جذرياً إلى الأسوء وما لا يطيق الإنسان صاحب الضمير الحي احتماله، نحن لا نثير العواطف أو نطلب لهذا المدرس الرحمة والشفقة، فرغم ما هو فيه من حالة سيئة للغاية إلا أنني وجدت عنده عزة نفس نادراً ما نجدها ولكننا ومن باب الإنسانية وأيضاً المهنة الصحفية أننا من واجبنا خدمة هذا المدرس بما يمكننا أن نقوم به وعلى ضوء ذلك نناشد الأخ وزير التربية والتعليم بالنظر في أمر هذا المدرس والذي لا يريد سوى إرجاعه إلى وظيفته أو أن تكون له الأولوية في الدرجات الوظيفية القادمة، نناشد الأخ وزير التربية والتعليم ونشد على يده ونحمله أمانة حياة هذا المدرس وأسرته، ونتمنى من معالي الأخ/ وزير التربية والتعليم التجاوب معنا عبر صحيفة "أخبار اليوم" والله من وراء القصد.