بقلم :ممدوح طه
بعد ست سنوات من أكبر الأخطاء الكارثية الأميركية بغزو العراق عام 2003 بكذبة كبرى، وبعد ست سنوات من المقاومة الشعبية العراقية الوطنية والقومية والإسلامية التي لم تتوقف حتى اليوم التاسع عشر من مارس عام 2009 ضد قوات الغزو والاحتلال الأميركي، وبعد أن ودع الشعب العراقي بوش في آخر أيامه «بحذاء منتظر الزيدي» الشهير كتعبير عن رفض الاحتلال. .
إن ما أكده الرئيس الأميركي الجديد «باراك حسين أوباما»، في أولى خطاباته كرئيس أميركي جديد، بعد أن سحب الشعب الأميركي ثقته من إدارة بوش الجمهورية الحاكمة بأخطائها وأزماتها وكوارثها التى سببتها لأميركا وللعالم العربي والإسلامي، ومنحها لإدارة أوباما الديمقراطية الجديدة الواعدة بالتغيير وتصحيح أخطاء الماضي، هو «سوف نعيد العراق للعراقيين بمسئولية في أسرع وقت». .
وما أعلنه الرئيس الجديد في خطاب التنصيب بالقطيعة مع الماضي السيء الذي كان يقوم على سوء استخدام القوة العسكرية الأميركية، وبدء عهد أميركي جديد يبشر بعهد عالمي جديد هو: «تذكروا أن الأجيال الماضية أدركت بأن قوتنا وحدها لا تستطيع أن تحمينا، ولا هي تخولنا أن نعمل ما نريد، إنها علمت، أن قوتنا تنمو عبر استعمالها بحكمة، وأن أمننا ينبعث من عدالة قضيتنا، وقوة مثلنا العليا».
فلقد كان الغزو والاحتلال الأنجلو أميركي للعراق، ومن قبله التحالف الأميركي مع الاحتلال والعدوان الصهيوني في فلسطين، والغزو والاحتلال الأطلسي لأفغانستان، هى القضايا الكبرى الثلاث التى وقفت فيها الإدارة الأميركية السابقة بقصر نظر بالغ فى الموقع المعادي للشعوب العربية والإسلامية، بما استحقت معه هذه الإدارة رفض وازدراء هذه الشعوب لتلك الممارسات العدوانية والخارجة على مبادئ الأخلاق الإنسانية وعلى قواعد القانون الدولي.
وهى القضايا الرئيسية التى تفرع عنها العديد من القضايا والمواجهات الصهيو أميركية من جهة والعربية والإسلامية من جهة أخرى، وأنتجت تلك الملفات المشحونة بالتوتر والتهديد والتعقيد سورية ولبنانية وسودانية وصومالية وإيرانية وباكستانية، والتي كشفت، عدم مصداقية أميركا وحلفائها الغربين فيما رفعته من شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وفضحت كذب وجهل السياسات الأميركية في عهد بوش الأسود التي تبنت سياسة القوة والمغامرة والعزل والحصار بكل استعلاء وغباء!
وبعد ثبوت فشل تلك السياسات الصهيو أميركية التى تقوم على محاولة فرض الإرادة على العرب والمسلمين ب «جنون القوة العسكرية»، أو بسياسية العقوبات والعزل والحصار، التى أغرقت السباسة الأميركية في مستنقعات الفشل العسكري والسياسي والاقتصادي والأخلاقي في العراق وأفغانستان، ومرغت القوة العسكرية الصهيونية في أوحال الإخفاقات والعار السياسي والأخلاقي أمام العالم، بعد فشل حروبها العدوانية في تحقيق أهدافها أو تمكينها من فرض الشروط على المقاومة العربية الإسلامية في فلسطين ولبنان. . مايزال الطريق إلى فتح «طريق جديد لعلاقات جديدة مع العالم الإسلامي يقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة» الذى بشر به «أوباما» خصوصا مع سوريا وإيران مليء بالعقبات والألغام، طالما لم يتم تصحيح أخطاء الماضي، وبقى الوجود العسكري الأميركي في العراق، وفي أفغانستان، وبقيت السياسة الأميركية الجديدة فيما يتصل بفلسطين والسودان لم تفهم بعد أين الزيف وأين الحقيقة، وأين الظلم وأين العدل، وبقيت تقرأ من التقارير الكاذبة للصهاينة، وتردد العبارات البالية من كتاب بوش القديم!