محمد أمين الداهية
في ظل الخطر الذي يتربص بالأبرياء من أطفال الشوارع أو الأطفال المهمشين بسبب الانفلات الأسري نتيجة الفقر وغير ذلك يصبحون ضحايا في مجتمع لا يرحم، مجتمع تخلى عنهم حتى وإن وجدت المسميات كحقوق الإنسان وحقوق الطفل ووجد من ينادي بهذه الشعارات والتي كثيراً ما تتردد في الورش والمؤتمرات والتي لا تجدي نفعاً وإلى اليوم لا نرى أي تقدم ملحوظ تحرزه هذه الورش والمؤتمرات حتى حقوق الإنسان وحقوق الطفل هذه المنظمات لا نجد منها سوى أسمائها حتى وإن زاولت بعض الأنشطة وبعض الاهتمامات إلا أن الواقع يثبت أن هذه المنظمات ضعيفة الأداء وكذلك لم تستطع أن تحقق نجاحاً حسبما كان مأمول بها الذي أعرفهم شخصياً أكثر من تسعين طفل ما بين مشردين ومتسولين وباعة متجولين، وإذا كان البعض من هؤلاء الأطفال من فئة العاملين، فهم يعولون أسراً يدفعون إيجارات المنازل التي يسكنونها وأسرهم ويتحملون مطالب الحياة وضرورياتها وأهمها وفي مقدمتها لقمة العيش المتواضعة التي بالكاد يسدون بها رمق أسرهم، هؤلاء الأطفال أو القلة منهم والذين لا أدري بالفطرة أم بالإلهام ما زالوا متمسكين بمدارسهم وتعليمهم، فيذهبون إلى مدارسهم صباحاً وبعد خروجهم من مدارسهم يتوجهون مباشرة إلى جولاتهم المخصصة ليمارسوا عملهم في البيع والشراء لبعض الأشياء التي تعود عليهم بالربح الذي يصل إلى المائة أو المائة والخمسون ريال، أطفال صغار تحملوا عبء هذه الحياة في وقت غير وقتهم وزمن غير زمنهم وكل ذنبهم أنهم أبناء لأسر فقيرة كان الجهل والتخلف الذي يعشعش في أبائهم سبباً في صراعهم مع هذه الحياة منذ نعومة أظافرهم فمجتمعنا وللأسف عانى وما زال يعاني التخلف في عملية التنظيم الأسري وبسبب هذا التخلف الذي يطغى على نسبة غير بسيطة نجد الشوارع مليئة بالأطفال المظلومين الأبرياء الذين أصبحوا هم من يعولون أسرهم ويتحملون حياتها بينما الآباء عاجزون تماماً وكل ما يستطيعون فعله الضرب الشديد والمبرح لأطفالهم إذا تخلفوا عن الذهاب إلى عملهم في الجولات والأسواق العامة وأيضاً وجدنا الكثير من الأطفال يشكون ظلماً كبيراً من قبل آبائهم الذين يجبرونهم على العمل أو التسول الحديث طويل ولكن يقولون خير الكلام ما قل ودل وإذاً من ينقذ هؤلاء الأطفال؟ ومتى سيأتي اليوم الذي نرى فيه المنظمات الاجتماعية وحقوق الإنسان وحقوق الطفل تأخذ بأيد هؤلاء وتنقذهم والمجتمع من مستقبل خطير جداً.