عصام المطري
يعيش النظام العربي "الرسمي" حالة احتقان سياسي شديد لقاء الخلافات البينية بين "الزعامات" و"القيادات" العربية، وهي خلافات عميقة عمقها اختلاف الرأي وتباين وجهات النظر، واختلاف الرؤى والمبادئ والأفكار وتقاطع المصالح والمنافع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكانت قمة الكويت الاقتصادية قد جمعت كلاً من السعودية وسوريا وقطر ومصر للمصالحة العربية وإنهاء حالة الخصام والقطيعة.
* إلا أن قمة الكويت الاقتصادية كانت حدثاً عابراً، ولم تترجم الأطراف مسألة المصالحة العربية إلى واقع ملموس كونها تحتاج لمزيد من الوقت بيد أنها أذابت كرة الجليد بين الأطراف المتنازعة فضلاً عن أنها رسمت الملامح الأساسية والمنطلقات الرشيدة لمصالحة عربية دائمة تقوم على الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة بين الأطراف المتشاكسة ونحب أن نلمس تطورأً ملحوظاً في نمو العلاقات البينية بين الدول محل الاختلاف والذين سعوا إلى مصالحة عربية، فهل توفر قمة الدوحة الدورية هذا المناخ للمصالحة العربية الشاملة؟
* وتكتسب قمة الدوحة الدورية أهميتها في كونها المحضن السياسي الدافئ لكل المتناقضات في المصالحة العربية علماً بأننا نتطلع في القمة أن تكون القرارات واقعية ممكنة التحقيق على الساحة الوطنية العربية حيث نؤمل أن توصي القمة بضرورة التضامن العربي العربي وتدشينه على أرض الواقع العملي المعاش، ذلكم أن التضامن العربي العربي هو الدعامة الأكيدة لمستقبل العرب المشرق المنشود، وهو بوابة للعمل العربي المشترك، وللتكامل العربي العربي في مختلف الميادين والمجالات الحياتية الهامة.
فيبقى أمام قمة الدوحة الدورية تفعيل التضامن العربي العربي وتجذير العمل العربي المشترك على نحو نستطيع من خلاله التحرك السريع والآني في مختلف المجالات الحياتية الهامة من أجل زعزعة المستحيل والإتيان بما لم تستطعه الأوائل في محيط العلاقات العربية العربية الراشدة.
* ونريد من قمة الدوحة الدورية أن تأتي بالجديد والجديد الممتاز من أجل كسر شوكة المخططات الصليبية والصهيونية والفارسية التي تتربص بأمتنا العربية الدوائر، وتغلق دونها المعابر والأبواب علماً بأننا في مسيس الحاجة إلى موقف عربي موحد من الأزمة الفلسطينية وإعادة إعمار غزة وكسر الحصار عليها حيث ينبغي على الزعامات والقيادات العربية اتخاذ حلاً حاسماً وحازماً وعاجلاً تجاه كسر الحصار واستخدام أدوات الضغط على أميركا والكيان الصهيوني من أجل فتح كامل المعابر ومن ضمنها معبر رفح التجاري، فبقاء غزة في الحصار أمر لا يقبله عقل ولا دين ولا عادات أو تقاليد تذكر.
* على أنه من المفيد للخروج برؤية ثاقبة تضع الجميع أمام المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق القيادات والزعامات العربية فضلاً عن ضرورة دراسة تقارير مفصلة عن الحوار الفلسطيني الفلسطيني، والتوافق والوفاق الفلسطيني الفلسطيني من أجل حل ما هو مشكل في هذه القمة.
* إن على القيادات والزعامات العربية استشعار المسؤولية الملقاة على عاتقهم والتحرك الجاد لكسر الحصار على قطاع غزة إذا هم أرادوا أن تبادهم الشعوب العربية الثقة الخالصة، وفي أنهم ليسوا عملاء للولايات المتحدة الأميركية وللكيان الصهيوني اللعين الجبان الحاقد.
* كما ينبغي أن تأتي قمة الدوحة الدورية بالجديد ولا تكن كسابقاتها من القمم العربية التي يأتي إليها الزعامات والقيادات العربية لاستعراض مقدرتهم على فن الكلام، وفن الحوار مغلبين المصلحة القومية العليا على ما عداها من مصالح ومنافع ضيقة أنانية على وجه هذه البسيطة.
* إننا متفائلون بأن تأتي قمة الدوحة الدورية بالجديد في حقل السياسة وتحقق المصالحة العربية العربية، وتجسد التضامن العربي العربي، وتدشن العمل العربي المشترك والتكامل العربي العربي الفعال والله المستعان.