شكري عبدالغني الزعيتري
استخدمت طاقة الرياح منذ أقدم العصور في تسيير السفن الشراعية وإدارة طواحين الهواء لطحن الغلال والحبوب و رفع المياه من الآبار وبتطور العلم الذي أدى إلي إمكانية استغلال الرياح في الأماكن التي تعتبر مجاري لهبوب الرياح لتعمل علي تدوير مراوح كبيرة وعالية لتوليد الطاقة الكهربائية . حيث تستخدم وحدات الرياح في تحويل طاقة الرياح إلى طاقة ميكانيكية تستخدم مباشرة أويتم تحويلها إلى طاقة كهربية من خلال مولدات . فمن المعروف أن القدرة الناتجة من المروحة (طاحونة الهواء) تتناسب طرديًا مع مكعب سرعة الهواء المار عليها . ويتم إنتاج الطاقة الحركية (الميكانيكية) من الرياح بواسطة محركات (أو تربينات) ذات ثلاثة أذرع وتسمي (المراوح ) . إذ توضع على قمة أبراج طويلة مراوح تكون مرتكزة علي الطرف العلوي لأعمدة القوائم فتقوم الرياح بتدوير المراوح و يكون الطرف الآخر مرتبط بالتربينات .و باستعمال الرياح لإنتاج الطاقة الحركية (الميكانيكية) اذ تتم العملية بأن تدير الرياح أذرع المحرك التي تدير بدورها أسطوانة العمود المتصلة بواسطة مجموعة تروس تشكل ناقل حركة لإدارة مولد كهربائي. وتستطيع التربينات الكبيرة الحجم المصممة لمؤسسات إنتاج الكهرباء للاستعمال العام . وعلى سبيل المثال هناك مدن صغيرة في الولايات المتحدة وأوروبا تستمد الطاقة الكهربائية اللازمة للاستهلاك اليومي من محطة توليد كهرباء تعمل بالرياح يبلغ طول شفرة مروحتها 25 مترا . ولا غرو فقد كانت طواحين الهواء المعروفة قديما في أوروبا نوعا من استغلال قدرة الرياح في تدوير حجر الرحى وفي هذه الأيام الذي يستطيع السفر إلي اسكتلندا ويقوم بزيارة ساحلها الشرقي فانه سيري العديد من هذه المراوح التي تنتج الطاقة الكهربائية وكذلك المتنزه على الشاطئ الشمالي في لبنان سيري هذه المراوح ترفع المياه من البحر إلى الملاحات لإنتاج الملح . و أيضا هناك من الدول العربية كجمهورية مصر العربية إذ أنها حديثا بدأت الاستفادة من طاقة الرياح على شكل وحدات صغيرة لرفع المياه الجوفية على السواحل الشمالية وثبت من الاستخدام أنها على جانب كبير من الأهمية. وأثبتت الدراسات التي قامت بها جهات مختصة لديهم جدوى مصادر الرياح المتوفرة بمستويات عالية في بعض مناطق جمهورية مصر العربية وعلى الأخص السواحل المصرية لاستخدامها في ضخ المياه وتوليد الكهرباء مما دفع العديد من المؤسسات بالتوجه نحو بذل مجهودات بناءة في استخدام تلك المصادر وتتبنى وزارة الكهرباء والطاقة المصرية من خلال هيئة الطاقة المتجددة برنامجا طموحا لاستغلال طاقة الرياح الواعدة في مصر لتوفرها في العديد من المواقع وعلى الأخص الساحل الغربي لخليج السويس وباقي ساحل البحر الأحمر وكذلك منطقة العوينات والساحل الشمالي وتم في الفترة من 1986 إلى 1995 إعداد دراسات الجدوى للاستفادة من طاقة الرياح حيث اتضحت الجدوى الفنية والاقتصادية لاستغلال طاقة الرياح في توليد الكهرباء بقدرات كبيرة في منطقة خليج السويس وسواحل البحر الأحمر وربطها بالشبكة الكهربائية الموحدة كما تم تسجيل وتحليل قياسات سرعات الرياح بمناطق مختلفة في جمهورية مصر لاختيار أنسب المواقع لاستغلال هذه الطاقة .... تابع بالعدد القادم غدا الحلقة العاشرة بعنوان(إنتاج الكهرباء من خلال طاقة المد والجزر للبحار والمحيطات)
Shukri -_alzoatree@yahoo.com