فؤاد قنة
تكلمنا في الحلقة السابقة عن بعض آراء المجتمع فيما يخص عمالة الثورة الإيرانية للأميركان والرأي الآخر عدم معرفة الخميني وتبرئته من ذلك، ولكن الحقيقة وكبدها هي معرفته وعلمه بما يجري كون بعض الآيات ممن لهم ثقل ومكانة عالية قد أسدوا له بعضاً من الحقائق التي عثر عليها في السفارة الأميركية بطهران التي تثبت عمالة بعض قادة الثورة للشيطان الأكبر أميركا وفي هذه الحلقة نواصل في نفس المشوار.
شهادة واعتراف الشيخ/ محمد منتظري وهو أحد قادة الثورة حيث أدلى بقوله: "بوجود شخصيات دينية تتستر باسم الدين بهدف التسلل إلى الثورة وإضعافها وإرباكها وضرب أمثلة على ذلك بقوله: "إن روحاني وأشقائه عملاء للمخابرات المركزية الأميركية وكذا عباس أمير انتظام هذا التصريح الذي أدلى به في هلتون الكويت المصدر الهدف 19/7/1979م وآيات الله روحاني أحد المقربين لآيات الله الخميني، الشهادة الثانية ما صرح به سفير إيران في باريس آنذاك آية الله شمس الدين آلاي والذي هاجم فيه آية الله روحاني واتهم فيه أنه عميل للشاة حيث قال: "إن روحاني ليس مكلف بأية مهمة وليست له أي صفة تمثيلية رسمية أو دينية وكل ما يزعمه في هذا الشأن لا أساس له، وفضلاً عن ذلك فإن المكلف الذي يدينه بشدة والموجود في سفارة إيران في باريس يقدم الدليل على أنه تعاون لعدة سنوات تعاوناً وثيقاً مع الشاة السابق وأجهزته، سؤال كيف يدعي الآيات أن روحاني ليس له أي صفة رسمية يصدر أمر بعزل السفير الإيراني في باريس؟ إنها تمثيل أدوار لخلط الأوراق وإخفاء الحقيقة.
شهادة شمس الدين أردوكاني سفير إيران لدى الكويت حيث صرح لصحيفة "الفجر" الإماراتية عن آية الله روحاني بقوله: "إن روحاني شخص عادي ولا وزن له في إيران، ومن الناحية الدينية لا يحمل أي لقب علمي، وأنه عميل للولايات المتحدة الأميركية وللموساد الصهيوني حيث أنهما كانا يبحثان عن شخص يسيء للعلاقة بين إيران والعرب، مع العلم أن آية الله روحاني قد صرح في مسجد إيران وكان الخميني متواجداً فيه بأن البحرين جزء من إيران ولم يرد عليه آنذاك الإمام الخميني والسكوت علامة الرضا ومما أدلى به شمس الدين أردوكاني في حق آية الله روحاني حيث قال بأنه متأكد بأن سيد روحاني شقيق روحاني كان عميلاً للسفاك وممثلاً دينياً للشاة في أوروبا".
الساسة الكويتية بتاريخ 26/12/1979م.
روحاني فيث حديث مع مجلة باري ماتش قال آية الله روحاني في تصريحاته: "لقد كان الجيش بين يدي أربعين ألف مستشار أميركي، ومنذ اللحظة التي أعطت فيه أميركا الضوء الأخضر للثورة فأنا مقتنع بأن أميركا قد أعطت الضوء الأخضر ولم يعد بمقدور الجيش أن يفعل غير ما فعله الآن وهو إطلاق بارود الولاء الشكلي للشاة، عندما سيفهم هذا الجيش "أنه أمام ثورة وليس أمام مجرد حوادث شغب فإنه سيقع في أحضان الشعب" الوطن الكويتية بتاريخ 11/2/1979م عن باري ماتش ومعلوم أن آية الله روحاني كام ممثل للخميني في واشنطن عندما كان الخميني في باريس، شهادة مجاهدي خلق في آية الله نصرة الله توكلي مستشار الخميني العسكري "بأن له علاقة بالسفاك، وأنه عضو اللجنة الأميركية للحريات الشخصية والفنية في إيران وبأنه عميل للأميركان وقد تكلمت الصحف الإيرانية بهذا الخبر وجعلت له اهتمام كبير وأثارت ضجة إعلامية في هذا الخصوص وأدت هذه الضجة إلى استقالة توكلي من منصبه "الثورة العراقية" بتاريخ 25/2/1979م عن وكالة الصحافة الفرنسية.
الجنرال محمد والي قرني حيث تؤكد أفعاله بأنه عميل للأميركان والدليل على ذلك بعد أن تولى الجنرال محمد والي قرني رئاسة الأركان للجيش الإيراني في الثورة الإيرانية طالب بعودة الخبراء الأميركان العسكريين، وأعاد كثير من عملاء الشاة للجيش ومما يدل على ذلك عندما دبر انقلاب عسكري فاشل ضد الشاة ألقي القبض عليه وأودع في السجن ثم تم إخراجه بضغوط من الأميركان.
شهادة جون كلي عن الدكتور حسن في مجلة كونتر التي تصدر في الولايات المتحدة العدد الثالث من شهر كانون الأول 1978م حيث أدلى عن حبيبي المعلومات التالية: "جرى استدعاء الدكتور حسن حبيبي إلى الولايات المتحدة الأميركية والتحق رسمياً بالمخابرات المركزية في 15/5/1963م والدكتور/ حسن حبيبي الناطق الرسمي بلسان مجلس الثورة الإيرانية ومرشحاً آنذاك لرئاسة الجمهورية.
إبراهيم يزدي درس ستة عشر عاماً في الولايات المتحدة الأميركية ويحمل الجنسية الأميركية إلى جانب جنسيته الإيرانية وزوجته أميركية أصلاً وفصلاً وكان إبراهيم يزدي مسؤولاً عن الأنشطة والتظاهرات المعادية للشاة خلال إقامته هناك، وقاد اليزدي التظاهرة المشهورة عن زيارة الشاه للبيت الأبيض، وكاد المتظاهرون أن يستلقوا البيت الأبيض، واستغربت الصحف آنذاك موقف كارتر المتخاذل، ومن بين هذه الصحف النهار العربي والدولي في عددها الصادر بتاريخ 20/5/1978م وتساءلت لماذا وقفت إدارة كارتر هذا الموقف، ولم تقمع المتظاهرين؟ ترى لماذا تركت المخابرات المركزية الحبل على غاربه له؟ هل كان يعجزها تدبير مؤامرة لاغتياله أو تسليمه لشاة إيران أو تمكين السافاك من البطش به؟
لست وحدي الذي استغرب موقف المخابرات الأميركية من يزدي بل لقد استغرب مجاهدي وخلق الموقف نفسه.
الحوات 13/4/1979م.
والجواب من إبراهيم يزدي الذي قاد وفك الحصار عن السفارة الأميركية، وأنقذ حياة السفير الأميركي في طهران وقد شكره الأميركان على هذا المعروف الذي أسداه للأميركان.
ومما يدل على دعم الأميركان للثورة الخمينية ما كشفه السناتور الأميركي جيس أبو رزق في حديثه مع البوليتدترس، الوكالات 1/3/1979م والذي أدلى وكشف عن مساعدات سياسية وغير سياسية قدمتها الولايات المتحدة الأميركية للمثل الخميني في واشنطن آنذاك إبراهيم يزدي في واشنطن وقد تولى إبراهيم يزدي نائب رئيس الحكومة للشؤون الثورية ووزير الخارجية وأحد مؤسسي الحرس الثوري وهو من نادى بعدم قطع علاقة بلاده مع الغرب بل نادى بتحسينها وتطويرها وهو الذي أجرى محادثات مع الأميركان باستيراد قطع الغيار للمعدات العسكرية وبكمية كبيرة "دير شبيغال 15/1/1980م الألمانية.
قطب زاده
صادق قطب زاده وهو من أكثر أنصار الخميني شكاً وريبة في حياته السياسية فهو مدير رئيسي ومهندس السياسة الخمينية آنذاك وله ارتباطات وثيقة مع الأميركان وقد عثر في السفارة الأميركية في طهران وثائق تدينه بالعمالة للأميركان وقد كتبت عنه مجلة شبيغل الألمانية ومما ذكرته "أن البوليس السري الإيراني في عهد الشاة بسبب المعلومات الاستخباراتية بارتباطه بالاميركان والتآمر على نظام الشاة.
ومما يدلل عمالة قطب زاده لعدة دول ما نشرته مجلة نيوزيك بتاريخ 11/12/1978م.
"بأن صادق زاده بأنه وراء الخميني وأنه شخصية غامضة كسب رأي المخابرات الفرنسية بأن قطب زاده له صلة قوية بالحزب الشيوعي الفرنسي والإيطالي".
وكان الخميني يعتبره الممثل الشخصي له في السياسة الخارجية وبعد هذا السرد من تاريخ الثورة الخمينية في إيران والذي تحدثنا عن قادة الثورة الإيرانية وأركانياتها وتأريخهم باختصار شديد في قضية ارتباطهم بالاميركان منذ بداية مغازلة الأميركان للخميني وإظهاره على الملأ بأنه شخصية دينية وأنه ضد الأميركان ومما اتضح لدينا بما لا يدع مجالاً للشك والريبة بأن الثورة الخمينية هي:
1- ثورة إيرانية منذ أن كانت نطفة في رحم الإيرانيين فأبويها الأميركان فالرضاعة أميركية والنطفة أميركية اللهم أن الرحم إيراني إذاً فالنتيجة ثورة أميركية مائة في المائة "100%" وفي صورة دينية تلبس العمامة السوداء ولديها لحية كثة متقمصة بدين مؤسس المذهب المجوسي الرافضي عبدالله بن سبأ.
2- ثبت لدينا ولدى من يتابع سياسة الخميني بأن الخميني شخصية قوية وذكي ولديه خبرة كبيرة وقائد محنك لا يستهان به وكل أمور الدولة تحت بصره فهو من يعين رئيس الدولة ورئيس الحكومة والوزراء وقادة الجيش وقادة وكبار مسؤولي الدولة والسياسة الداخلية والخارجية وكل أمور الدولة السيادية في يده دون منازع في ذلك، ونستغرب ممن يدافعون عن الخميني بأنه لا يعلم بأرتباط كبراء مسؤولي الدولة وارتمائهم في أحضان العمالة للاميركان وقد ثبت له بالأدلة الناصعة التي وجدت في السفارة الأميركية بطهران بارتباط أغلب قادة الثورة بالاميركان ولم يصدر عنه أي إدانة أو عزل لهم أو إحالتهم إلى القضاء بل العكس من ذلك فقد دعمهم وشجعهم في الاستمرار في سياستهم وهي العمالة للاميركان.
3- مسرحية احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية ما هي إلا ضحك على الدقون وما هي إلا تلميع للخميني حتى يلتف حوله الجماهير العمياء وتسويق المشروع الأميركي بصورة جديدة مقبولة لدى الشعوب ومغلفة بغلاف ديني.
4- عدم إغلاق السفارة الإيرانية بواشنطن كون هذا يدل على عدم مصداقية الحرب الإعلامية بين البلدين والواقع عدم العداء بين البلدين وإلا فمن الأعراف الدبلوماسية هي إغلاق السفارات في البلدان.
5- الثورة الخمينية قدمت خدمة إستراتيجية للأميركان وهي ذريعة لإدخال القوات الأميركية إلى منطقة الخليج العربي وجلبت المدمرات والقطع البحرية والغواصات والطيران بحجة أمن منطقة الخليج العربي من شبح ورعب الثورة الخمينية من التهام دول الخليج.
6- جرت مباحثات ومفاوضات سرية بين الخميني بخصوص مسرحية الرهان وكانت المحادثات بين الخميني والرئيس الأميركي كارتر وقد ذكرت ذلك صحيفة "الصاندي تايمز" البريطانية بتاريخ 4/2/1980م وكذا ما ذكرته صحيفة "سان فرانسيسكو أكراميز" في عام 16/2/1980م ما نصه: "إن كارتر أرسل ما لا يقل عن ثلاث رسائل للخميني بواسطة دبلوماسي أميركي".
ومما نسمعه ويكذبه الواقع بالعداء لأميركا من قبل الآيات في إيران ما هي إلا أكذبوة وضحك على الدقون، ولو افترضنا أن هناك خلافاً فما هو إلا خلاف على المصالح الاقتصادية فقط.
وإنهما متفقان عقائدياً وسياسياً على خدمة بعضهم البعض ولكن من باب ذر الرماد على يمين الشعوب العمياء التي لا تفقه من السياسة في شيء، ومن الدهاء المجوسي كونه ظهر بمظهر إسلامي وهو إسلام عبدالله بن سبا.
إذاً ماذا أعدت الشعوب لهذا الصلف المجوسي القادم من إيران كون القادة في سباتهم العميق من هذا الخطر المحدق بالأمة العربية والإسلامية؟