كفى محمد سليمان الشوكاني
الخمينيون المعاصرون مهوسون بخرافاتهم المزعومة والتي تقول أن مهدياً من أبناء الحسين بن علي سيخرج وهو الآن على وشك الخروج لكن ظروفاً خاصة مقيدة له عن الخروج، وأنه لو خرج سيقتل كل من يتردد في الإيمان به أو يشك ويجوز له إبادة المخالفين لطريقته المحدثة.
فهذا محمد الصدر المنتظر لثورة المهدي والممهد لخروجه يعقب على الأخبار التي ذكرت في كتبهم ومبرراً قتل المهدي لكن من يتردد في قتل المسلمين ويعترض على شيء من قضائه وحكمه قائلاً: "ولكن هذا الفرد المتدين الملتزم حين يواجه دولة الحق وهو خالي الذهن عن احتمالات تطرفات الإمام المهدي وأقواله، وهو أيضاً قد يكون فج التفكير من ناحية إمكان حمل التصرفات الملفتة للنظر والتساؤل على وجه صحيح، وليس في تصرفات الإمام المهدي ما يخالف ذلك وهو أيضاً يحمل عن دولة الحق وعن تصرفات رئيسهما مسبقات ذهنية معينة نتيجة لثقافته الإسلامية التي تلقاها قبل الظهور، إذاً فمن الطبيعي أن يكون له توقعات معينة عن سيرة الإمام وقضائه وخاصة وهو لم يفهم وضوح معنى الحديث القائل: إن المهدي يأتي بكتاب جديد وقضاء جديد وأمر جديد.
فمثلاً: يجد هذا الفرد المتدين أنه من الواضح جداً في الإسلام أن يحكم القاضي طبقاً لقانون البينة واليمين، فسوف يمنى بالصدمة العقائدية الشديدة حين يرى إمامه وقائده يخالف قواعد القضاء ويخالف باعتقاده واضحات الشريعة إنما تؤخذ منه لا أنها تفرض عليه فاستنكار ذلك يعد انحرافاً ولابقاء للمنحرف في دولة العدل ومن هنا يأمر المهدي بقتل كل من يحتج على قضائه وبذلك يذهب جماعة من ضرب قدام المهدي بالسيف.
انظر "تاريخ ما بعد الظهور" (738-739).
فيا سبحان الله أية دولة عدل يحكم فيها بالسيف ويعمل فيها على قتل الأبرياء الذين لا يؤمنون بخرافة المهدي المميت والمزهق للأرواح، فلهذا نجعل المنصف حكماً على دولة كهذه والله المستعان.