بقلم / أبو زيد بن عبد القوي
إيران دولة مسلمة لا شك في ذلك. والشعب الإيراني شعب مسلم لا جدال أيضاً في ذلك لكن الإسلام الذي قام ثوار إيران بالدعوة إليه وتبنيه هو الإسلام الاثنى عشري !! ولأول مرة ينص دستور دولة على تبني مذهب معين !! فقد جاء في المادة الثانية عشر من الدستور الإيراني : الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الاثنى عشري وهذه المادة تبقى إلى الأبد وغير قابلة للتغيير.
ويشترط في رئيس الجمهورية أن يكون مؤمنا ومعتقدا بمبادئ جمهورية إيران الإسلامية والمذهب الرسمي للبلاد حسب نص المادة 115 من الدستور !! بل يقسم رئيس الجمهورية على حماية المذهب الجعفري عند تأديته لليمين الدستورية !!! وقد ذكرت المادة 121 صيغة اليمين الدستورية : ( بسم الله الرحمن الرحيم أنني باعتباري رئيساً للجمهورية أقسم بالله القادر المتعال في حضرة القرآن الكريم وإمام الشعب الإيراني أن لأكون حامياً للمذهب الرسمي ولنظام الجمهورية الإسلامية وللدستور. . . )
ومنعت المادة 72 من الدستور مجلس الشورى من سن أي قوانين مغايرة للمذهب الرسمي للبلاد. . . !! والمادة 85 قالت : ( يجب أن لا تتنافى اللوائح الحكومية المصادق عليها مع مبادئ وأحكام المذهب الرسمي للبلاد أو الدستور. . . ) وهذه بعض خصائص المذهب الاثنى عشري والتي سعى زعماء الثورة وآيات وحجج الاثنى عشرية لنشره في إيران وسائر البلدان :
1- جعل الإمامة من أركان الإسلام.
2- تقديس القبور ودعاء المقبور وبناء المشاهد والقباب
3- الاحتفالات التي لا تنتهي !! بأعياد ميلاد الأئمة !! والضرب واللطم في ذكرى وفاتهم !! حتى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أقاموا مزارا ضخما لقاتله المجوسي ويحتفلون عند قبره بمقتل عمر !!!.
4- تركوا الجمع والجماعات !! 5- هجروا القرآن الكريم فما حفظوه ولا قرءوه وبدلاً عنه قرؤوا أدعية وسجاديات وحفظوا أشعار حسينيات وبكائيات !! 6- زرعوا بغض أعظم جيل عرفته البشرية !! وكفروا خير البرية بعد الأنبياء والمرسلين الصحابة الكرام صفوة الأمة وخيار الأئمة !! ونسوا فضلهم فلولا هم بعد الله عز وجل ثم نبيه صلى الله عليه وسلم لما عرفنا الإسلام ولما انتشر في البلدان !! 7- أوجبوا طاعة اثنى عشر إماما وجعلوها أهم أركان الدين !! وزعموا عصمتهم وأن الجنة والنار بأيديهم !! 8- تركوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم واخترعوا سنة اثنى عشر إماما جعلوا قولهم كقوله وآخرهم معدوم موهوم لا أثر له ولا وجود !!
9- أباحوا المتعة وجعلوها مكفرة للذنوب !! 10- تسموا بعبد الحسين وعبد الأمير وعبد الحسن وعبد الزهراء وعبد الرضا بدلاً عن عبد الله وعبد الرحمن وعبد العزيز وعبد القادر. . . . الخ أسمائه الحسنى جل وعلا.
ثم كان ماذا ؟!!
ماذا جناه الشيعة في إيران من خيرات الثورة ؟ وكيف كان حصاد ما زرعوا من العقائد والأفكار ؟
أقول وبالله التوفيق ولإيضاح السبيل سأقدم الحصاد بالحقائق والأرقام والوقائع لعل من خدع يرتدع وحتى يقوم أتباع المذهب الاثنى عشري بتصحيح ما عندهم لا سيما وقد ظهرت دعوات كثيرة للتصحيح من داخل الطائفة نفسها فإلى الحصاد :
دعارة رغم تحليل المتعة !!
كانت مسألة زواج المتعة أشهر من نار على علم في إيران بعد الثورة وحاولوا نشرها في كل مكان !! فبعد أن سقط حكم الشاة في عام 1979م واستلم الآيات والحجج الاثنى عشرية الحكم في إيران ولم يهتموا بشيء مثل اهتمامهم بنشر المتعة حتى في المدارس !! تقول الدكتورة شهلا حائري - حفيدة أكبر مرجع شيعي آية الله حائري - في كتابها " المتعة " والذي حازت به على درجة الدكتوراه ص25 » قام النظام الإسلامي أيضاً، بالدفاع عن فضائل الزواج المؤقت في المدارس والمساجد والتجمعات الدينية والإذاعة والتليفزيون والصحافة «ولم يكتف بذلك بل » يقوم النظام الإسلامي، حالياً بحملة مكثفة لإحياء مؤسسة الزواج المؤقت «( المصدر السابق ص25 ) وكانت مسألة بيوت الدعارة وبائعات الهوى في إيران مسألة سريه لا تظهر أمام وسائل الإعلام حتى قام شخص أطلق عليه أسم ( العنكبوت ) بتتبع بائعات الهوى وقتلهن في أحدى مدنهم المقدسة ( مشهد ) فاهتمت وسائل الإعلام بالموضوع ليظهر المستور !! جاء في صحيفة ( الحياة العدد14011 بتاريخ 5 / جماد الأول 1422ه الموافق 26/7/2001م ) حول موضوع القاتل ( العنكبوت ) وموضوع الدعارة » إذ أن تجارة الهوى غريبة في المدينة ( مشهد ) على رغم أنها تجارة رائجة في بعض المدن كطهران العاصمة حيث تنشط بائعات الهوى فيها ، لكن من دون أن يحصل ما حصل في مشهد - أي قتل بائعات الهوى -
إذن فمن حصاد هذه الثورة شيوع الدعارة حتى أصبحت تجارة رائجة في طهران !!
دعارة في قم !!
بدأت الشعارات والأكاذيب تتساقط وبدأت الفضائح تظهر فبعد فضيحة مدينة ( مشهد ) ' جاءت فضيحة مدينة ( قم ) حيث أعلن مسؤول أمن المحافظة في اجتماع المجلس الإداري للمحافظة ( أن المئات من بيوت الدعارة موجودة في قم إلى جانب كميات كبيرة من المشروبات الكحولية والمخدرات ) ( صحيفة الشرق الأوسط العدد 8576 بتاريخ 22/5/2002م )
ولماذا يريد حكام طهران نشر هذا المذهب الاثنى عشري في اليمن وبقية العالم وأعظم مدينتين مقدستين عندهم ((مشهد )) و (( قم )) تطفح بالدعارة وتزخر بالفجور !! أليس الأولى بهم أن يبدؤوا بنشر كتب وتوزيع منشورات في هاتين المدينتين المقدستين تحث على الفضيلة وتحذر من الرذيلة بدلاً من التطاول على أشرف الخلق بعد الأنبياء والمرسلين - الصحابة الكرام - !!؟
إيران تبحث عن حل لقضية الدعارة !!
أثارني وأدهشني العنوان السابق والذي ورد حرفياً في ( صحيفة القدس العربي العدد 4112 بتاريخ 26 جماد الأولى 1423ه الموافق 6/8/2002م ). وزاد عجبي عند قراءته وتيقنت أكثر أن الاثنى عشرية تحتاج إلى مراجعة حقيقية وصريحة حتى تتخلص من كل هذه الآفات التي حلت على الجمهورية التي ينص دستورها على المذهب الاثنى عشري !! مع تنبيه هام وهو أن الإسلام لا يمكن أن يعجز في يوم من الأيام عن حل أي مشكلة - دعارة أو غيرها - عندما يطبق تطبيقاً صحيحاً وكاملاً وما يحصل في إيران هو تطبيق للاثنى عشرية التي استبدلت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بسنة المعصومين !!!! كما جاء في نص المادة الثانية 6/أ من الدستور الإيراني !! مع تأكيدي على عدم وجود دولة عربية أو إسلامية تطبق الإسلام تطبيقاً صحيحاً وكاملاً لكن مشكلة إيران أكبر من جميع الدول الأخرى لأنها الوحيدة التي تتشدق بالإسلام والوحيدة التي سمت ثورتها بالإسلامية !! أما الدول الأخرى فكل دولة قامت فيها ثورة سمتها باسم البلد نفسه مثل الثورة المصرية والثورة الجزائرية. . . . . الخ ولم تقحم أي دولة الإسلام العظيم في ثورتها إلا إيران !! فوجب علينا بيان الحقيقة وكشف الواقع حتى لا ينسب أي حصاد مر في إيران للإسلام هذا أولاً وثانياً ندعو كبار الطائفة في العالم وحكام طهران إلى تصحيح ومراجعة ما عندهم من مخالفات صريحة وواضحة للإسلام وتعالوا نتابع الخبر حرفياً من صحيفة القدس العدد المذكور سابقاً ( تصطف شابات تغطي رؤوسهن أحجبة خفيفة ووجوههن مساحيق تجميل ثقيلة بالشوارع الرئيسية في شمال طهران بحثاً عن زبائن يدفعون بسخاء مثل هذه المشاهد التي باتت تتكرر كثيراً أصبحت تؤرق بشدة حكام إيران الإسلاميين الذين طالما حاولوا القضاء على (( الفساد الاجتماعي )) وتحقق حلمهم بالمجتمع الفاضل. استناداً إلى الإحصاءات الرسمية فإن هناك 300 ألف امرأة متورطة في تجارة الجنس بإيران. . والإعداد في تنام. وقبل سنوات قليلة كان رجال الدين الشيعة الذين يحكمون البلاد ينفون نفياً باتاً أنهم يواجهون مشكلة دعارة في البلاد أو كانوا يلقون باللوم في هذا على (( التأثيرات السيئة )) للثقافة الغربية التي تبثها شرائط الفيديو أو القنوات الفضائية. ولكن مع انتشار هذه الممارسات حتى في البلدات الصغيرة التي لا تتعرض للتأثيرات الخارجية أصبح الكثير منهم يعترفون بهذه الحقيقة ويبحثون عن حل آخر بخلاف اللجوء إلى الوسائل البوليسية فحسب. أكبر فكرة مطروحة حالياً هي فكرة (( دور الفضيلة )) التي يعتبرها بعض الزعماء الدينين أكثر قبولاً من بيوت الدعارة لإيواء النساء اللاتي يهمن في الشوارع وفي الوقت ذاته إشباع الرغبات الجنسية للرجال الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الزواج.
وقد أعلن عن هذه الفكرة على نطاق واسع في وسائل الإعلام الإيرانية مع اعتبار الدعارة (( من الكبائر )) ولا يجرؤ الكثيرون على إقرارها صراحة كما أن أغلب المسئولين ينأون بأنفسهم عنها. ودافع رجل دين واحد على الأقل هو آية الله محمد موسوي بوجنوردي بشدة عن الخطة مما أثار جدلاً كبيراً بين المدافعين عن حقوق المرأة والجماعات المحافظة. وصرح آية الله في صحيفة قائلاً (( نواجه تحديا حقيقيا مع كل هؤلاء النساء في الشوارع. مجتمعنا في وضع طارئ لذا فإن إقامة دور العفة قد تكون حلاً فوريا للمشكلة. . . هذه الخطة واقعية وفي الوقت ذاته تتمشى مع الشريعة الإسلامية )). أقول إن بيوت العفة هي أخطر من الدعارة نفسها !! لأنها عبارة عن ستار رسمي للدعارة !! وقد انتبه الكثير في إيران لهذه المصيبة الكبرى ورفضوها رفضاً قاطعاً لأنها كانت ستدخل ملايين جدد من الداعرات تحت ستار بيوت العفة والتي كانت الدولة ستمنحها التصاريح الرسمية للعمل بحسب الخطة التي دافع عنها آية الله محمد موسوي وغيره !! تابع معي بقية الخبر من صحيفة القدس نفسها : ( وتثير هذه الفكرة حفيظة الكثير من الناشطات في حركة حقوق المرأة وأيضاً المحافظين. قالت شهربانوا أماني وهي من عضوات البرلمان (( ستكون دور العفة إهانة للنساء وعدم احترام لهن )).
وذكر المجلس الثقافي للمرأة وهو مجموعة إسلامية تدافع عن حقوق المرأة أن مثل هذه الدور سيكون ستاراً (( خادعاً ومفضوحاً )) للدعارة ).
الدعارة في إيران قبل الثورة وبعد الثورة !!
إذا أردت أن تعرف الخلل الكبير في هذه الثورة والجمهورية الإيرانية فما عليك إلا قراءة هذا الموضوع عن الدعارة في إيران قبل الثورة وبعد الثورة !!
الدعارة قبل الثورة !!
يذكر الأستاذ هويدي في ص252 من كتابه أن عدد الداعرات قبل الثورة اللواتي كن يحترفن الدعارة :( في حدود ألف ) في مدينة طهران العاصمة وأرجو من القارئ أن يحفظ هذا العدد !!
الدعارة بعد الثورة !!
يزعم الثوار أن ثورتهم إسلامية وبالتالي فيجب أن ينقص عدد الداعرات في إيران أو يختفي نهائياً، هذا إذا كانت جمهورية إسلامية تطبق الشريعة المحمدية !!فماذا حصل في إيران هل اختفت الدعارة أو على الأقل تناقصت ؟ أقول اقرأ معي هذا العدد الذي لا يمكن تخيله في أي دولة فما بالك بدولة تزعم تطبيق الإسلام !!، فقد ذكر الشيعي الاثنا عشري علاء الموسوي في تقريره عن الفتيات الهاربات في إيران والذي نشرته صحيفة الحياة بتاريخ 17 ربيع الثاني 1424ه، الموافق 17/6/2003م وتحت عنوان :(( مصطلح الفتيات الهاربات أصبح شائعاً. . . . وحاملته أكثر خطورة من المخدرات )) عدد الداعرات في طهران يقول الموسوي : ( تقارير أخرى أشارت إلى أنه تم تحديد نحو 84 ألف امرأة يعملن في بيوت الدعارة في مدينة طهران )
وحتى نفهم مقدار الكارثة وحجم المصيبة نضع الأرقام في الجدول التالي :
عدد الداعرات في مدينة طهران
قبل ثورة الخميني عام 79م
1000 ( ألف داعرة )
بعد الثورة حتى عام 2003م
84000 ( 84 ألف داعرة )
ففي أيام الشاه العلماني !!! كان عدد المومسات 1000 مومس فقط !! أما بعد الثورة التي تزعم أنها إسلامية فقد وصل العدد إلى 84 ألف مومس !! وهو فارق خيالي يثبت أن الاثنى عشرية تحتاج إلى مراجعة وتصحيح ما عندها من عقائد وأفكار !! وإن كان في قلبك ذرة شك فأقول لك أدخل الإنترنت واطلب ( الدعارة في إيران ) ستجد ما لا يخطر لك على بال !!