عبدالباسط الشميري
كثر الجدل وبصورة عجيبة وغريبة في ذات الوقت حول زواج القاصرات وتدخلت المرأة والرجل الطفل والكبير المسؤول المفتي وغير المفتي الصحافي والنقابي الممرض والممرضة الطبيب والطبيبة المهندس والمهندسة ويا رب سترك من هذا اللغط الذي انطلق فجأة ومن كل الأفواه وبصورة غير مسبوقة وكأن العقل البشري قد عجز عن إيجاد حل لهذه المعضلة العويصة والتي لا أظنها كذلك على الإطلاق صحيح إن شرع الله واضح وبين لكن هناك تفسيرات واجتهادات إن رأينا إنها تتناسب مع واقعنا الاجتماعي وتصب في مصلحة البشر أخذنا بها هذا بعد أن تدرس المشكلة ومن جميع الجوانب، المفتي الذي يريد منا أن نقبل بتزويج الطفلة التي لم تتجاوز العاشرة نقول له أولاً هات برهانك هات دليلك من القرآن والسنة؟ بعضهم سيجيبنا إن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم تزوج عائشة وعمرها لم يصل عشر سنين نجيب عليه وبالعقل وبدون تعصب أو تشنج الفترة التي عاشها الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة والمدينة تختلف لم يكن هناك في مدينة رسول الله أو في مكة المكرمة "1000" امرأة عانس؟ وقبل ذلك هناك تشريعات وأحكام كان لازماً على رسول الله إن يطبقها وينفذها وبأمر من رب السماء وأشياء أخرى يفقهها أهل الفتوى لكن لو كان في تلك الفترة عوانس من النساء وبالصورة التي نحن عليها في السعودية أو في مصر أو في اليمن وبالملايين وكما هو الحال هناك من بلغت سن الأربعين وأخريات في الثلاثين وكثير منهن أقل من ذلك أو أكثر والفتوى بجواز زواج القاصرات تجري وعلى قدم وساق في مختلف بلدان العرب في مصر في السعودية في اليمن ودخل الجميع في هرج ومرج وكأن العقل البشري لإنسان هذه المنطقة معلق بين السرة والركبة وكما يحكى عنا في بلدان الغرب والشرق وكان يفترض بمن يناقشوا هذه القضية أن يتنبهوا إلى أن المصلحة تقتضي إصدار فتوى بعدم جواز القاصرات حالياً لوجود عانسات من النساء وبصورة مبالغ فيها في غالبية مجتمعاتنا العربية ولا نربط الفتوى بأن الدنيا والأحوال سوف تنقلب علينا إذا زوجنا قاصر في ال 13 أو 15 أو 14 سنة هنا أو هناك حالات فردية الأمر يبقى في حدود العقل والمعقول صحيح هناك زيجات لقاصرات تمت ونجحت تلك الزيجات لكن لا ينبغي أن يتطور الحديث والفتوى وإلى أمور تخرج عن سياقها الطبيعي ويدخل فيها كل من هب ودب المفتي وغير المفتي.
أي نعم نحن لا نعتدي على الدين إذا قلنا بأن زواج القاصر مرفوضاً في حال توفر فتيات وعانسات وكما هو الحال في مجتمعاتنا الآن فكذلك لا ينبغي أن نمنع من أراد تزويج ابنته بمن يرضى وترضى هي وفي سن معقولة أيضاً و"حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله"، ولله الأمر من قبل ومن بعد والله من وراء القصد!. <
abast 66 @ hotmail. com