جاسر عبدالعزيز الجاسر
لم يعد التدخل الإيراني في الشأن الداخلي للمملكة العربية السعودية سرا، فبالإضافة إلى ما هو معروف من تدخلات تتمثل في التحريض وتوجيه لعناصر وأشخاص باعوا أنفسهم وتخلوا عن وطنهم خدمة لدول وجهات لا تضمر الخير لوطننا إضافة لذلك فضحت اعترافات ممن تراجعوا من الذين اعتنقوا الأفكار الضالة والتي كان آخرها ما بثته القناة الأولى للتلفزيون السعودي من اعترافات خطيرة للتائب محمد عتيق العوفي الذي كشف الغطاء عن (قدر الفضائح) لأفعال أجهزة مخابرات الدول التي يعرفها الذين تعاملوا مع ملفات الإرهاب والحركات الهدامة الذين عاثوا فسادا وارتكبوا جرائم القتل والتدمير التي أرهبت وأرعبت المواطنين وأدخلت الوطن إلى نفق مرعب ومظلم، ولولا رحمة من الله ثم تفاني وفطنة وإخلاص الأجهزة الأمنية وقيادتها التي استطاعت أن تخمد فتنة أراد إشعالها أعداء الوطن، وتحويل بلدنا إلى بلاد حاضن للإرهاب والفوضى إلا أن الله أفشل مخططاتهم ورد كيدهم في نحرهم.
وقد أمكن المملكة ولله الحمد تجاوز المحنة التي أراد أعداء الإسلام والعرب إغراق المملكة وإشغالها كونها قلب العالم الإسلامي لإرباكها وإشغالها عن القيام بدورها للدفاع عن القضايا الإسلامية.
وقد أوضحت اعترافات العوفي التي أذيعت تلفزيونيا أن المخابرات الإيرانية قد وجدت في الإرهابيين الحوثيين مطلبها في الحصول على أماكن انطلاق وتجمع للعناصر والفرق الإرهابية الموجهة إلى المملكة العربية السعودية، وكون الحوثيين يسكنون في المناطق المحاذية للحدود السعودية لذلك عُدَّ موقعا نموذجيا للدوائر الاستخبارية الإيرانية التي كانت تحتضن الإرهابيين الحوثيين وتمدهم بالسلاح والتدريب والأموال وهو ما كشفته المحاكمات التي أجريت للإرهابيين وفضحت مدى تغلغل المخابرات الإيرانية داخل مليشيات الحوثي حتى أن خطط العمليات الإرهابية يضعها ضباط في مخابرات تلك الدولة، ويقومون بالتدريب ورسم خطط التدخل في المملكة العربية لإحداث أكبر مساحة من التخريب والفوضى. ولدى الأخوة في اليمن وثائق تؤكد هذه الحقائق التي أكدتها مرة أخرى اعترافات التائب العوفي وهو ما يتطلب موقفا حازما منا كدولة وكمواطنين لمواجهة قوى الشر والإرهاب ولا يأخذنا في هؤلاء الأشرار لومة لائم بعد أن تأكد خبثهم وشرورهم.<