محمد أمين الداهية
أشار علي أحد الزملاء أن يكون مقالي ليومنا هذا خاص بالقمة العربية وشجاعة الرئيس السوداني البطل الذي وصل إلى أرض قطر ليشارك في هذه القمة العربية، فقلت له: القمة لن تمر مرور الكرام وستزدحم صفحات الصحف بتناولتها وكذلك وجود الرئيس السوداني في هذه القمة وقلت له أكبر قمة مناقشة قضايانا المجتمعية من مختلف جوانبها وقررت أن أتابع الكتابة عن النصب والاحتيال الذي يمارسه بعض البسطاء من أصحاب المحلات التجارية البعض يعتقد أن الكسب الجيد هو الذي يعتمد على الاحتيال وخداع الآخرين ويقنع نفسه ويبرر معاملته الغير شرعية بمقولة "التجارة شطارة"، يا أخي التجارة شطارة ولكن يجب أن لا ننسى أن هذا المثل مقيد بشروط لا يجوز تجاوزها لأي شاطر والبعض من أصحاب المحلات التجارية ينكر أن الزبون اشترى منه ذلك الشيء الذي يود الزبون إرجاعه، أي شطارة تحل للتاجر أو البائع اليمين الغموس حتى ينجح في إقناع الآخرين بأن الشيء الذي يريد المشتري إرجاعه ليس من عنده أي شطارة لتاجر أو بائع يعلم أن رزقه الذي يحصل عليه مليئاً بالشبه والمغالطات.
أي بركة ينشدها تاجر أو بائع لا يخشى الله في معاملته وهل من الإسلام أن نبيع لمن يأتون من الأرياف بأسعار مضاعفة جداً عما نبيعه للآخرين الذين يعرفون الثمن المستحق للسلعة المطلوبة، أغلب التجار والباعة يقولون هذا بيع وشراء ولا نكره أحداً على الشراء بالثمن الذي نفرضه، طيب بيع وشراء بالمعقول والربح المعقول أيضاً، أما أن يحد التاجر أو البائع شفرته ويسلخ من جلد الرعوي الذي أتى من الريف بدون رحمة أو مراعاة فهذا ما لم يأمر به ديننا الإسلامي الحنيف نحن لا نحارب الناس في أرزاقهم ولكن قبل أن يكون من أجل هذا الرعوي أو المسكين الذي لا يمتلك قدرات "المراجلة" بالدرجة الأولى من أجل هذا التاجر أو البائع الذي لا نرضى له أن يذهب جهده هباءً منثورا فالمعاملة الغير صادقة والابتزاز واستغلال سذاجة عقليات الآخرين أثناء عملية البيع والشراء حتى وإن حصل هذا التاجر أو البائع على ربحٍ مغري وفوق ما يتصور إلا أننا لا نرضى أن يكون أولاده أو أسرته عموماً ضحية لمال مشبوه لا بركة فيه، ويجب على الإنسان العاقبل أن لا يأمن مكر الله، فالربح الغير مشروع والكسب المشبوه حتى وإن كثر فقد يخرج ذلك الاكتساب وأكثر منه في مرض أو مصيبة وما إلى ذلك ورسالة إلى أولئك المساكين الذين يظلمون أنفسهم وأسرهم دون أن يشعروا فليعلموا أن الساعة التي قيمتها الحقيقية لا تزيد عن ألفي ريال ويبيعونها للرعية "المساكين" بأكثر من ثلاثون ألف ريال، أن كسبهم حرام ومشبوه وإذا فلتوا من يد العدالة فلن يفلتوا من يد الله عز وجل، والله أن التسول أشرف من مهنة النصب والاحتيال.. وللحديث بقية.<