سعد الحفاشي
عام وثلاثة وسبعين يوماً بالتمام والكمال مضت منذ ليلة العاشر من يناير 2008م حيث أحرق الناقمون سيارتي الخاصة من أمام منزلي بمدينة السلام والحب "المحويت" وأنا أبحث عن صدق الوفاء بوعدً قطعه لي مسؤولو السلطة المحلية ومسؤولو الأمن في محافظتي والذين تعهدوا بالكشف عن هوية الجناة والقبض عليهم لتقديمهم للعدالة إلا أن وعدهم العرقوبي هذا وكذلك وعد من لجأت إليهم لمساندتي في محنتي ومناصرة قضيتي لم يتحقق منه شيء حتى اللحظة.
فيا لسوء حظي لا أحد يهتم بقضيتي ولا أحد أعانني في محنتي وعزز من موقفي المنهك في متابعة رجاءاتي لمسؤولي الأمن وقيادة محافظة المحويت من أجل الاهتمام بقضيتي وجدية المتابعة والتحريات الأمنية حتى يتم القبض على من أفجعوني في تلك السيارة التي هي كل رأس مالي.
* كلهم وعدوا وكلهم تعهدوا بوعود وعهود لا حصر لها ولكنهم ويا للأسف وفي مقدمتهم زملائي في المؤسسات الإعلامية ونقابة الصحفيين لم يقدموا شيئاً وتناسوا تماماً قضيتي وتبرؤوا من مؤازرتي وكأن شيئاً لم يكن وانتهى دورهم في تسجيل حادث الاعتداء الذي حدث لي في تقرير الحريات والذي أصدرته نقابتنا في مؤتمرها الرابع.
* لقد أهملت قضيتي تماماً من كل من رجوتهم عوناً ومن لم أتصور في أي لحظة من اللحظات أنهم سينسوني ويتهربوا من مساعدتي بأي نوع من أنواع المساعدة والدعم ما زاد من ألمي وكثر معاناتي وتحسري واستغرابي الشديد كيف يتبدل الناس ويتغيرون في لحظات الحاجة إليهم.
* لقد أهمل أصدقائي في أجهزة الأمن والمباحث الجنائية بمحافظة المحويت قضيتي رغم ما تربطني بهم من صلة الحب والمودة، ورغم أنهم أدرى الناس بحالي وبأن من أقدموا على إحراق سيارتي عمدوا النكاية بي لمواقف صدق أبعد من تلكم الخلافات والعداوات الشخصية فلا عداء شخصي لي مع أحد من قديم أو جديد وكان ولا يزال بإمكان أصدقائي في الجهاز الأمني بهذه المحافظة أن يكشفوا كل خبايا هذه الجريمة ويلقوا القبض على مرتكبيها فيما لو جد جدهم أكثر في متابعاتهم وتحرياتهم الأمنية.
* إن قضيتي التي "نذقت" أوراقها في أدراج الإهمال ومنها شكواي لنقابة الصحفيين ولأستاذي القدير/ نصر طه مصطفى نقيب الصحفيين الذي أخلى طرفه النقابي يوم ال 14 من مارس 2009م وكذلك رسائل الألم التي كتبتها لأقرب الأقرباء إلى قلبي في محافظتي المحويت قد أصبحت الآن في سلة المهملات وانتهى كل شيء مع مضي الأيام والشهور وكأن شيئاً لم يكن!
* فيا الله ما أتعس الضعفاء في هذا الوطن كيف تهمل قضاياهم وتتناسى حقوقهم ويتنكر الآخرون لهم ولهمومهم، فلو كنت أحد المسؤولين أو أبناً لأحد كبار الرأسماليين لقامت الدنيا وما قعدت حتى يتم ضبط الجناة وتم تعويضهم بأحدث الموديلات من السيارات الجديدة ولو لم أكن محسوباً على السلطة والنظام وعلى الحزب الحاكم بحكم عملي كمدير لوكالة الأنباء الرسمية في المحويت وانتمائي الحزبي للمؤتمر الشعبي العام وعضواً في لجنته الدائمة لهاجت الدنيا وماجت وتباكت الأحزاب والصحف وتحولت من "صحفي" سلطة إلى بطل قومي وتمكنت من مقابلة الرئيس ونائب الرئيس ورئيس الوزراء وحصلت على عشرات أضعاف قيمة سيارتي المحروقة تعويضاً لي على ذلك.
ولكن يا أسفاه لست من هؤلاء ولا من هؤلاء فأنا منكوب باحتسابي على السلطة التي لا يعرف وزراؤها اسم صحفي واحد من العاملين في المؤسسات الإعلامية الرسمية لأنهم لا يقرؤون إلا صحف المعارضة والناقمة على الوطن والسلطة.
ولائي محسوباً كقيادي في الحزب الحاكم في محافظة لا تدين بولائها إلا للرئيس/علي عبدالله صالح حفظه الله وللمؤتمر الشعبي العام ومن سوء حظي أن هذا الحزب يهتم بالآخرين أكثر من اهتمامه بأعضائه المقربين وعناصره الصادقين والمخلصين.
* مشكلتي أني تماديت في انتقاداتي وكتاباتي اللاذعة والتي نشطت وبشكلٍ غير مسبوق في نشرها في المدة الأخيرة قبل هذا الحادث والتي اعتقدت أني بها سأسهم في تحقيق شيء نافع لهذه البلاد ومقارعة منظومة الفساد المصغرة في محافظتي "المحويت" والتي استغلت فرصة غياب المحافظ الطويل في الخارج فصعدت من نشاطها المحموم في احتكار مشاريع معينة على المقربين منهم وسحب مبالغ خيالية على ذمة مشاريع أخرى ورصد تكاليف مضاعفة وباهضة لمشاريع بسيطة وغير مجدية، صاحبه نشاط موسع من العبث والنهب للمال العام في بعض المكاتب التي استهدفتها في انتقاداتي وكتاباتي تلك، ما جعلني أتحول إلى هدف رئيسي لست أدري من هو من هؤلاء الناقمين والمفسدين. <