كروان عبد الهادي الشرجبي
من منكم اعتبر إنساناً ما صديقاً مقرباً له ، وأدخله حياته وأفضى إليه بأدق أسراره ومع مرور الوقت اكتشف أن من وثق به واعتبره صندوقاً لأسراره هو أساساً صندوق بلا غطاء لأنه ثرثار ويحب النميمة؟!!
أحياناً كثيرة تحدث معنا أشياء تكون أشبه بسيناريوهات الأفلام علماً بأن أغلبية الأفلام تأخذ قصصها من واقع الحياة، على العموم تحصل لك أحياناً مواقف واحداث عندما تحكيها تشعر بأن من يسمعك يجاملك لأنه يظن بأنها من نسيج خيالك فيظل يجاريك في الاستماع من باب المجاملة لا أقل ولا أكثر أقول هذا كي تقرءوا مقالي باهتمام ولا تقرءوه من باب المجاملة لأن ما سأكتبه قد يكون شبيه بسيناريو فلم ولكنه واقع حصل ولا داعي لأن أحلف لكم!!
كنت معها عندما دخلنا أحد المحلات الذي يبيع أدوات التجميع والعطورات في فكنا نشاهد ما يحتويه المحل فجاءت بائعة المحل لتعرفنا على الماركات من أدوات التجميل وأنواع العطور وتشرح لنا ما هو الجديد فوجدت صديقتي قد سكتت عن الكلام وبدأت تحدق في البائعة لتعرفها أكثر من صوتها" فهذا الصوت هي تعرفه تماماً ولم تنساه. وأدركت البائعة ذلك وسألتها أنت فلانة فأنكرت صديقتي وقالت لها "لا" وخرجنا ولم نشتري شيئاً فسألتها عن السبب فقالت لي إن هذه المرأة صوتها محفور في كمبيوتر مخي ولم يغب عني أبداً وعن ذاكرتي هذا الصوت الذي تعمدت صاحبته أن تسمعه للآخرين بقصص وأحاديث عني.
هذه الإنسانة كانت يوماً صديقتي وصندوق أسراري فدخلت إلى حياتي لتمتص أسراري التي حكيتها وقلتها ما كنت سأقولها لأحد قلتها لها وأفشت بها بطريقة جرحت فيها إحساسي.
شعرت بمدى الجرح العميق الذي سببته تلك المرأة لصديقتي. وعرفت أنها تعلمت درساً في عدم التصديق بأحد فقد وثقت بها وتسللت إلى حياتها لتأخذ أسرارها وتجعلها حكايات وقصص للأخريات، لم تلاحظ صديقتي أن من وثقت بها كانت أصلاً ثرثارة "لأن من يحب إنساناً لا يرى عيوبه"، ولا تؤتمن على الأسرار فقد كانت صندوقاً بلا غطاء!!
على العموم مع الوقت يتعلم الإنسان بأن يختار صديقاً يكون صندوقاً محكم الغطاء حتى يصنع فيه أسراره بدون أي خوف أو قلق.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM