علي منصور مقراط
مثلما عرفت محافظة أبين بأبنائها المناضلين الصناديد وبتاريخها المشرق الحافل بالنضال الوطني وتضحياتها السخية في مختلف المراحل وأدق الظروف والمواقف في مسيرة نضال وكفاح شعبنا وانتصار إرادته بالثورة والاستقلال والوحدة سيبقى ذلك الرقم التاريخي العظيم وسيظل أبناؤها على ذلك النحو المجيد الذي اختاروه وعرفوا فيه من رسوخ وثبات متميز ونادر، والأرجح أن ماثر وبطولات رجالات أبين مشهورة ولا تحتاج إلى شهادة أو صك وطني وليس نحن بصدد أبراز سفر ذلك العطاء والحضور الوطني المكثف بل التركيز في هذه التناولة الصحفية السريعة واختزالها حول المشهد الراهن الذي تعيشه بوابة النصر الوحدوي التي أقتدت بها باقي محافظات الوطن كما قال عنها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بعد حرب الدفاع عن الوحدة صيف 94م بعد منحها وسام الوحدة 22 مايو من الدرجة الأولى.. حسناً لا يختلف اثنان عن المتغيرات الجديدة وتراجيديا الأحداث المتسارعة التي عصفت بالمحافظة الأبية الباسلة واجهة التحديات والمحن والاختبارات الجديدة في الوقت الحاضر.
* الثابت أن أبين تخوض اليوم معركة وطنية جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار والسكينة العامة والحفاظ على النظام والقانون وبسط هيبة الدولة وتحديداً في مدينة جعار كبرى مديريات المحافظة سكاناً وجغرافياً وحراكاً استثمارياً ونشاطاً تجارياً ومعمارياً لكن القوى الحاقدة والمندسة أبت إلا أن تكون هذه المدينة الآمنة المسالمة بؤرة في التوتر والعنف والفوضى والتخريب والتدمير للبنى التحتية ومسرحاً لإزهاق الأرواح البريئة ونزيف الدم وكل ذلك بسبب ظهور مجاميع من أبنائها اختارت الأفعال الوحشية والإجرامية البشعة مستغلة تعاطي الدولة معها بالمرونة وتجنب الصدام بغية إراقة الدماء ولأنه لا فائدة في استخدام القوة كون الضحايا أبناء الوطن وأخواناً، لكن تمادي واستمرار هذه العناصر في هذا المنحدر الخطير وبعد نفاذ كل الوسائل السلمية مع هؤلاء للعودة إلى رشدهم كان لا بد للدولة أن تظهر العين الحمراء.
* الحاصل أنه ومنذ صباح السبت الموافق 28 مارس 2009م تنفذ الأجهزة الأمنية في محافظة أبين حملة أمنية واسعة النطاق لملاحقة وتعقب وضبط العناصر الخارجة عن القانون في مدينة جعار وضواحيها، اللافت أن هذه الحملة التي بدأت في اليوم الأول لمباشرة المحافظ م. أحمد الميسري العمل بعد عودته من رحلة علاجية أسبوعية في الخارج الذي يقوم معه وزير الدفاع اللواء/ محمد ناصر أحمد بالإشراف عليها وكذلك قادة الوحدات الأمنية والعسكرية بالمحافظة قد جاءت بعد أن بلغ السيل الزبى ومع أنه لا بد أن تكون هناك تضحيات وخسائر مادية وبشرية إلا أن نجاحها وإعادة السيطرة الأمنية وبسط هيبة الدولة هو الأمل الوحيد لمواطني مديرية خنفر المنكوبة الذين يعيشيون لحظات الخوف والهلع منذ ظهور أيادي الإجرام التي روعت أمنهم وهددت سكينتهم بعد ارتكابها جرائم قتل ونهب وتخريب وعاثت في الأرض فساداً، الراجح أن تحرك الدولة وإن كان متأخراً وبعد أن أصيب الناس باليأس والقهر إلا أنه قد أعاد إلى الأذهان أن الدولة قوية وأن بانت نائمة نعم اليوم بدأ أهالي جعار والحصن وباتيس والرواء ووإلخ يتنفسون الصعداء وبدأ الأمل يتجدد بعودة الأمن الذي يعتبر مطلباً قبل الإيمان.
* إنني في الوقت الذي أحيي فيه بحرارة هذه الإرادة الوطنية لقيادتنا الوطنية من الرئيس ونائبه إلى وزير الدفاع والمحافظ الميسري إلى القيادة الأمنية والعسكرية بالمحافظة وإلى رجال الأمن البواسل وهم يؤدون الواجب الوطني لإعادة اعتبار وعافية جعار في الوقت ذاته ادعوا أبناء جعار وأبين عامة إلى كسر حاجز الخوف والتردد ووضع خط الرجعة خشية من الإشاعات المغرضة ادعوهم إلى الاصطفاف والتلاحم لنبذ العناصر الخارجة عن القانون وأن يلتحموا من أجل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وأن لا يلتفتوا إلى أولئك المتخاذلين وأراجيفهم المغرضة التي تحمل سموم الحقد على الوحدة والأمن والتنمية والسلم الاجتماعي والأهلي.
* وأخيراً إنني سخرت ومعي كل المتابعين للحملة الأمنية في جعار من تلك البيانات البائسة التي تظهر تعاطفها الكاذب مع أبناء جعار وتروج أنهم يتعرضون لعدوان همجي بينما لم يتعرض أحً لإصابة والمصابون هم أفراد الأمن ويؤكد ذلك التعامل الإنساني المسؤول لقيادة الحملة بعدم إطلاق النار وهو ما حدث حتى بعد إصابة "8" جنود وللأسف إن المناضلين الجدد الذين ظهرت إنسانيتهم متأخراً أخطأوا في الحساب ولم يتمكنوا من خلط الأوراق وكشفوا عن الرهان الخاسر ولله في خلقه شؤون.<