عبدالمجيد السامعي
"ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون * أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون * أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون * أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون".
من المعروف أن الحضارات الإنسانية قد مرت بمراحل عديدة، وكان لكل مرحلة من المراحل أنظمة وقوانين وتنظيمات ومجتمعات.
فلو قلنا أن الحضارات الإنسانية بدأت بالمجتمعات البدائية البسيطة وانتقلت بعد ذلك إلى مرحلة الزراعة والاستقرار ثم مرحلة الصناعة فالمرحلة المعرفية لوجدنا أن المجتمعات كانت تتناسب مع هذا المراحل، وهي لا تزال ليومنا هذا تسير على هذه الوتيرة.
ومع أن معظم الباحثين في شؤون المجتمع عندما يتحدثون عن أنواعه يصفونه وفق الغرض الذي يريدون، فهنا تقسيمات تعتمد على الناحية السياسية وأخرى تعتمد على الناحية الاقتصادية والثالثة على الناحية الحضارية التطويرية، والذي يهمنا هو التقسيم الحضاري لأن كلاً من التقسيمين الآخرين يدخلان بشكل أو بآخر ضمن التقسيم الحضاري.
فلو قلنا إن الناحية الاقتصادية مثلاً تعني أن هناك مجتمعات رأس مالية وأخرى إشتراكية مثلاً لوجدنا أن هذه التقسيمات تتضمن التقسيم الحضاري، يعني طريقة عيش هذه المجتمعات والوسائل التي يستخدمها أفراد المجتمع لتأمين حياتهم.
ومن هذا المنطلق تتأثر حياة الأفراد بطريقة عيشهم ووسائل وطرق حياتهم.
ومن هذه الناحية يمكن تقسيم المجتمعات إلى الأنواع التالية:
1- مجتمع الالتقاط والجمع.
وهو المجتمع الذي يعيش أهله على ما يلتقطون من ثمار أو حيوانات أو ما يجمعون من محصول أو مأكولات طبيعية من على الأشجار أو حتى ما يتساقط منها.
وليس لهذه المجموعة يد في إنتاج أو تربية ما يلتقطون أو يجمعون كما أنه ليس لمثل هذه المجتمعات نظام مكتوب، بل يحكمهم أقواهم بعرف يتفقون عليه أو يفرضه من يحكمهم.
2- مجتمع الصيد والقنص:
وهذا المجتمع أكثر تنظيماً من مجتمع الالتقاط والجمع، فتحكم أفراده قواعد وأنظمة، وهو يكون في الغالب أحكمهم "أكثرهم حكمة ومعرفة" ولهذا المجتمع تراث ثقافي بسيط.
وفي أرقى هذه المجتمعات يمكن أن يكون هناك كتابة أو وسيلة للتعبير.
3- مجتمع الرعي: وهو مجتمع التنقل ويعيش أهله على رعي الأغنام أو الجمال أو الأبقار، وينتقل هؤلاء من القفار المختلفة سعياً وراء الكلئ والماء.
4- المجتمع الزراعي: سكان هذا المجتمع يعملون في الزراعة بالإضافة إلى نوع من الرعي وعددهم أكبر من المجتمع الرعوي، وقد توجد عندهم مؤسسات اجتماعية وتربوية بسيطة.
5- المجتمع الحضري: وغالباً ما يكون اعتماد مثل هذا المجتمع على التجارة أو الصناعة ومن ثم توزيع هذه المنتجات ويكون في الغالب حلقات وصل بين المجتمعات الزراعية والريفية.
6- مجتمع المدنية: وهو مجتمع المدينة الكبيرة جداً، وهناك أنواع أخرى من المجتمعات، وقد تكون هذه المجتمعات في أي من المجتمعات السابقة، أو أنها تكون مستقلة ولها طريقة خاصة في الحياة، وأسلوب محدد في العيش، كما أن لها صلات وعلاقات مختلفة.
هذا بحث مصغر حول الشرائح المجتمعية الأدنى والخلاصة: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض".