ظهر في السبعينات من القرن الماضي ما عرف باسم تقنية الإنتاج الحيوي وهو توليد الطاقة الكهربائية من المخلفات العضوية بالتخمير اللا هوائي. وقد لقي هذا المصدر اهتماما كبيرا في جميع التطبيقات التي قام بها العلماء المختصين بالولايات المتحدة الأمريكية. كما وتجدر الإشارة إيراد ما قاله هؤلاء العلماء إلى أن تكنولوجيا الغاز الحيوي لا تسهم في حل مشكلة الطاقة فحسب ولكنها أيضا تسهم في حل مشكلتي نقص الغذاء وزيادة التلوث البيئي وتمثل تقنية الغاز الحيوي أهمية خاصة في الاستخدامات نظرا لكونها وسيلة لمكافحة التلوث وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي والكتل الحيوية المجمعة لمخلفات المطابخ. وتعرف الكتل الحيوية : بأنها مواد عضوية مصنوعة من تجميع مخلفات النباتات والحيوانات وهذا التصنيف يشمل كافة بقايا ونفايات مخلفات غذائية وزراعية إذ يتم تجميعها علي شكل كتل متراكمة ومن ثم يتم تخميرها في حفر خاصة ليتصاعد منها غاز الميثان وهو غاز قابل للاشتعال. وتعتبر الكتل الحيوية مصدر من مصادر الطاقة المتجددة لأن الإنسان يستطيع دائما أن يزرع المزيد من الأشجار ويجني المحاصيل وبالتالي يكون هناك دائما نفايات موجودة. وعندما تجمع الكتل الحيوية وتحرق تنطلق الطاقة الكيميائية الموجودة فيها كحرارة. كما ويمكن حرق نفايات الخشب أو القمامة لإنتاج الطاقة الحرارية ومن ثم استخدامها لتحويل الماء إلي بخار الماء واللازم لإدارة التربينات لإنتاج الكهرباء أو توفير الحرارة اللازمة للصناعات والمنازل. كما إن حرق الكتل الحيوية لا يعتبر الوسيلة الوحيدة لإطلاق الطاقة الكامنة فيها. حيث يمكن تحويلها إلى أنماط أخرى قابلة للاستعمال مثل غاز الميثان أو أنواع من الوقود مثل الإيثانول والديزل الحيوي. ومصادر تجميع الكتل الحيوية يتم من : (1) النفايات المنزلية الناتجة عن استعمال المواد العضوية : إذ تشكل النفايات المنزلية مجموع النفايات الناتجة عن الأنشطة للمطابخ المنزلية و المطاعم و الفنادق و المحلات التجارية. و قد تزايدت كميات هذه المخلفات في بعض البلدان وبشكل هائل ويرجع ذلك إلى ثلاثة عوامل : نمو عدد السكان، وتطور المستوى المعيشي، والتطور الاقتصادي. والذي أنتج كميات هائلة من المخلفات وعانت بلدانها من عدم القدرة علي إتباع طرق ملائمة في تدبير النفايات لأنشطة المطابخ والتخلص منها مما أدى لدى بعض الدول إلى تلوث مختلف مكونات الوسط البيئي من تربة وماء وهواء ، بالإضافة إلى عدة مشاكل على المستوى الصحي و الاقتصادي. وهذا حتم علي العلماء المتخصصين البحث عن حلول لهذه المعضلة. وظهر لدي دول أوروبا الصناعية من الطرق الملائمة للتخلص من هذه النفايات و مخاطرها على المستوى الصحي و البيئي و الاقتصادي من خلال الأتي (أ ) التخلص من النفايات المنزلية الصلبة : بطريقة (1) الانتقاء (2) تقنية (3) إعادة الاستعمال (4) إنتاج السماد العضوي : إذ تتوفر في النفايات المنزلية نسبة كبيرة من المواد العضوية القابلة للتخمر أكثر من 76 في المائة،مما يسهل عملية معالجتها بيولوجيا باستعمال متعضيات مجهرية (بكتيريات، فطريات ) و حيوانات دقيقة (ديدان الأرض،بعض الحشرات. . . ) حيث تخضع لتفسخ هوائي الذي يمكن من تحليل البروتينات و السيليلوز و المواد العضوية الأخرى و تحويلها إلى سماد عضوي. (5) إنتاج البيوغاز حيث يتم معالجة المواد العضوية بيولوجيا في وسط لا هوائي بواسطة بكتيريات لا هوائية تسمى methanobacterium فينتج عن ذلك تكون غاز الميثان الذي يمكن استعماله كمصدر للطاقة في الإنارة التسخين و الطهي. . . وأثناء هذه المعالجة تبقى حثالة عضوية يمكن استعمالها كسماد عضوي. . . ومن ثم تتم عملية (الترميد) أي عملية حرق النفايات ت داخل أفران تحت درجة حرارة تقارب*1000C ، لتسخين الماء داخل أنابيب خاصة فينتج عنه بخار ماء يشغل محول لتوليد طاقة كهربائية تقدر ب 258KW لكل طن من المحروقات و خلال هذه العملية تتم معالجة الأدخنة قبل طرحها في الهواء و ذلك عن طريق ترشيحها من الغبار و المعادن الثقيلة التي ترسل إلى محطات خاصة للطمر تحترم شروط السلامة البيئية. والطمر يعد إحدى الطرق الحديثة لمعالجة النفايات المنزلية الصلبة حيث تحفر في الأرض حفرة يعتمد عمقها وسعتها على طبيعة وكمية النفايات المتوقعة، وفي بعض الأحيان تستعمل مقالع الحجر المهجورة لطمر النفايات إذا توافرت فيها الشروط الصحية والبيئة المطلوبة، بحيث توفر تلك المقالع تكاليف عمليات الحفر وبعد تجهيز الحفرة يتم عزلها عن المياه الجوفية بطبقة عازلة من الاسمنت أو معادن الطين أو بنوع خاص من البلاستيك لحماية المياه الجوفية من التلوث. . . . . تابع بالعدد القادم غدا الحلقة الثالث عشر بعنوان ( إنتاج الكهرباء باستخدام غاز الهيدروجين ). . <
Shukri -_alzoatree@yahoo. com
