;

قرارات على مستوى القمة 685

2009-04-01 03:53:21

بقلم :ممدوح طه

إذا عكس بيان قمة الدوحة الختامي توافقا عربيا على المسائل الخلافية الأساسية في محاورها الأربعة العربي والفلسطيني والأميركي والإيراني، تكون قمة الدوحة قد نجحت إلى حد كبير في نقل الحالة العربية الخلافية الراهنة من مفترق الطرق إلى بداية السير على الطريق الصحيح لتصحيح الخلل في العلاقات العربية من ناحية،.

وإزالة انعكاسات هذه الخلافات على الخلافات الوطنية في عدد من الدول العربية، إذ إن الخلافات العربية بانعكاساتها على الخلافات الوطنية ترجع جذورها إلى هذه المسائل الأربع، وتدور كلها حول تباين الاجتهادات والرؤى العربية المتعددة حول هذه المحاور الأربعة.. على المحور الفلسطيني مثلا وبرغم الاتفاق العربي الرسمي على السلام كخيار استراتيجي مقابل استعادة الأرض العربية، وعودة اللاجئين.. إلا أن الانقلاب الإسرائيلي على عملية السلام سواء برفض التفاوض أو بالتفاوض بلا نهاية لخداع العرب ولشراء الوقت لزيادة الاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وطرد المواطنين الفلسطينيين من وطنهم.

وهذا يفرض على العرب ألا يكون السلام هو الخيار الاستراتيجي الوحيد..وألا تبقى مبادرة السلام بلا نتيجة بلا نهاية، كما يفرض عليهم أيضا إعداد النهج البديل، وهذا لايمكن التوصل إليه أو الإجماع عليه من دون علاقات عربية صحية تؤمن نوعا من التضامن العربي الحقيقي.

والتباين في الموقف العربي والموقف الفلسطيني حول الطريق إلى حل القضية الفلسطينية سببه رفض إسرائيل التسليم باستحقاقات السلام سواء وفق قرارات الشرعية الدولية أو وفق مبادرة الشرعية العربية أو حتى وفق الرؤية الأميركية، ولهذا تباينت مواقف المسالمين والمقاطعين العرب، والمفاوضين والمقاومين الفلسطينيين، ولاسبيل سوى مراجعة المواقف العربية والفلسطينية للتوصل إلى رؤية مشتركة جديدة ونهج بديل لما يسمى بعملية السلام وصولا إلى السلام العادل.

هذه الرؤية الجديدة المطلوبة يلزم أن تنطلق من ضرورة استعادة وحدة الموقف العربي، وإعادة بناء القوة الذاتية الجماعية العربية بإحياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك والتكامل الاقتصادي، وتفعيل ما فيها من بنود تنموية جماعية، ودفاعية جماعية بشكل ملزم، وإذا ثبتت أمام العالم جدية العرب فى التزامهم بهذه الاتفاقية وحدها فإن هذا من شأنه توفير الرادع لإسرائيل أو لأي دولة أخرى فى العدوان على أي دولة عربية، وقطع الطريق على الاستفراد بالدول العربية واحدة وراء الأخرى.

إن توحيد الموقف العربي الاستراتيجي من القضايا الرئيسية بعد قراءة متعمقة للمتغيرات الدولية والإقليمية، وانطلاقا من صياغة رؤية مشتركة تترجم تطلعات المواطن العربي في كل بلد عربي، يحتاج إلى إرادة سياسية رسمية مدركة للمخاطر الدولية والإقليمية والناتجة في الأساس إلى غياب الرؤية الاستراتيجية المشتركة والموقف العربي الموحد وبالتالي القوي.

إن ذلك من شأنه أن يؤثر إيجابا على توحيد وتقوية الموقف الفلسطيني،وعلى سرعة إيجاد الحلول لكل المشاكل الوطنية العربية فى السودان والصومال والعراق، وعلى حماية الحقوق والمصالح العربية فى تشابكهتا وتقاطعها مع المصالح الإقليمية والدولية، ومن شأن ذلك على المدى تمكين الأمة العربية في النهاية على فرض السلام العادل.

وبينما توشك قمة الدوحة العربية على اختتام دورتها الحادية والعشرين بحضور من حضر وتخلف من تخلف عن الحضور، محددة ما توافق عليه القادة العرب حول الملفات المختلفة نأمل أن تأتي قراراتها على مستوى قرارات القمة الأولى في القاهرة والقمة الرابعة في الخرطوم، لتكون دليلا على قدرة القيادات العربية تعبيرا عن إرادة شعوبها على تحويل الانقسامات إلى تضامن، والضعف إلى قوة والهزائم العسكرية إلى انتصارات.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد