بقلو / أحمد عمرابي
ما الجديد في الاستراتيجية الأميركية الجديدة بشأن أفغانستان والتي أعلنها الرئيس باراك أوباما قبل بضعة أيام؟
لا يوجد إطلاقاً، بموجب هذه الاستراتيجية قرر الرئيس رفع عديد القوات الأميركية في أفغانستان من نحو 40 ألفاً إلى نحو 60 ألفاً، وبذلك يعيد الرئيس إلى أذهاننا أن تلك كانت أيضاً الاستراتيجية المعتمدة التي كان يتبناها أسلافه من رؤساء سابقين تجاه الحرب الأميركية في فيتنام خلال عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي، فقد ازداد حجم القوات الأميركية في الأراضي الفيتنامية خلال سنين الحرب من بضعة آلاف إلى 500 ألف، وبذلك يكشف أوباما عن زيف شعار «التغيير» الذي اتخذ منه محوراً لحملته الانتخابية.
من انخدعوا بشعار أوباما داخل الولايات المتحدة وخارجها سمحوا لأنفسهم بأن يحلموا بظهور رئيس أميركي من طراز مختلف ينسف أسس التوجه الأميركي التقليدي نحو التعامل مع العالم ذلك التوجه القائم على مبدأ الهيمنة بوسيلة القوة العسكرية وشن الحروب انطلاقاً من وصاية ايدولوجية.
بالأمس في فيتنام كانت الوصاية هي احتواء المد الشيوعي. واليوم في أفغانستان فإن الوصاية هي احتواء المد الإسلامي، واذا كانت وصاية الأيدولوجية قد مورست في عهد الرؤساء كيندي وجونسون ونكسون فإن وصاية أوباما اليوم لا تختلف عن منوال سلفه جورج بوش، وبموجب سياسة الهيمنة والوصاية التي ترتكز عليها اليوم يقول الرئيس أوباما إن الهدف الأعظم في إطار استراتيجيته «الجديدة» هو القضاء على تنظيم «القاعدة» الذي يتخذ من أفغانستان ملاذاً، لماذا؟
لحماية الأمن القومي للولايات المتحدة تحسباً من ان تتكرر هجمات «سبتمبر»، ولكن إذا صح ان وجود «القاعدة» يتهدد أمن الأميركيين داخل الأراضي الأميركية فإن هذا التهديد «نتيجة» وليس «سبباً». لقد كان الأحرى بالرئيس ان يسائل نفسه أولاً: ما الذي يدفع الإسلاميين الراديكاليين في العالم الذين من المفترض ان يمثل «القاعدة» تنظيمهم الطليعي إلى كراهية الولايات المتحدة ومعاداتها وحمل السلاح ضدها، ما السبب؟
السبب هو طغيان الهيمنة الأميركية المعسكرة من ناحية ودعمها الاستراتيجي الثابت لإسرائيل ضد شعوب الأمة الإسلامية قاطبة، وليسائل أوباما نفسه ثانياً: هل كان للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ان يكرهوا أميركا لو أنها دعمت حركة التحرر الوطني الفلسطيني بقهر الدولة الإسرائيلية؟