;

حان الوقت للتفكير في المستقبل 825

2009-04-01 03:56:11

بقلم :مريم سالم

لعل الوعي بأهمية المحافظة على المكتسبات الطبيعية لايزال بعيدا عن اهتمامات كثير من الناس على مستوى العالم أجمع، ولاسيما في العالم النائم الذي يتابع التظاهرات التي تحدث هنا وهنا والتي تحمل رسائل غاضبة وصارخة للحفاظ على الكوكب الحاضن للبشر، والتي قد ينظر إليها بنوع من التسطيح لأفكار ومبادئ هؤلاء، بل البعض يكاد يصمهم بالجنون أو التمرد نظرا لتعاطيهم مع قضايا بيئية مهمشة قد تفصل بينهم وبينها قارات، فالفرد الذي يجري في دوامة الحياة لا ينقصه وجع رأس يضيفه على أجندته المليئة بالمنغصات كي يقوم بتحمل أوزار العالم.

مناسبة هذا الحديث هو الخذلان الذي يشعر به البعض تجاه مجموعة من القضايا التي بدأت تخيم ظلالها على اللقاءات السياسية والقمم الاقتصادية والتي تعبر عن التهديدات الكارثية التي قد تدمر الأرض والتي قد لا تكون بمستوى الاهتمام المطلوب، لدرجة أن الذين يعرفون بحماة الطبيعة بدأوا يربطون بين التغيرات المناخية التي تحدث في العالم وبين اختلال الأمن. . وطبقا لتقرير للأمم المتحدة يحتمل أن ترتفع درجة حرارة الأرض بحلول عام 2010 بمعدل من 1، 1 إلى 4، 6 درجات مئوية مقارنة مع معدلات الحرارة خلال الفترة من 1980 1999، ما يؤدي إلى مخاطر أمنية تضرب مناطق عديدة في العالم، من أهمها منطقة الشمال الإفريقي (المغرب العربي) حيث يمكن أن يؤدي نقص المياه والمحاصيل الزراعية مع الارتفاع المستمر في أعداد السكان و«ضعف الحلول السياسية والقدرة على حل المشاكل»، إلى زيادة احتمالات حدوث أزمة سياسية وضغوط تدفع إلى مزيد من الهجرة للخارج.

ويشير التقرير إلى أن ارتفاع درجة الحرارة قد يؤدي أيضا إلى ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط وإغراق دلتا وادي النيل في مصر بالمياه المالحة التي تفسد الأرض الزراعية، أما منطقة جنوب آسيا التي تشمل الهند وباكستان وبنجلاديش فهي عرضة لمخاطر نقص المياه الذي يمكن أن يهدد حياة ملايين البشر.

أما بالنسبة لظاهرة الاحتباس الحراري التي ظلت تقلق العالم والتي كانت من أولويات النقاشات التي كانت تطرح على طاولة البحث للتقليل من هذه الظاهرة في جميع القمم الاقتصادية، فإنها لم تلق أي دعم ووضعت على الرف في مؤتمر بالي الذي عقد منذ عامين لنقاش التغيرات المناخية، بسبب تدخلات وضغوطات الولايات المتحدة لإسقاط هذا البند الهام.

والذي كان يهدف إلى خفض الانبعاث الحراري بنسبة 25 إلى 40 في المئة أقل من معدلات 1990 بحلول عام 2020، والمعروف أن الولايات المتحدة تعتبر اكبر المنتجين العالميين للغازات المسببة للاحتباس الحراري، فكما ذكر التقرير الذي أصدره الصندوق العالمي للطبيعة فإن الاحتباس الحراري سيلحق كارثة محققة بملايين الأفارقة، حيث سيؤثر شح الأمطار سلبا على المزروعات والثروة الحيوانية على حد سواء.

ولعل التغيرات المناخية في العالم التي لا تلاقي الاهتمام المتوازي مع خطورة تفاقمها، قد رسمت ملامحها بشكل واضح على بعض المناطق التي أصبحت ضحية حقيقية لهذه التغيرات، وتعد بنجلادش واحدة من هذه الدول المنكوبة بفضل ارتفاع نسبة منسوب الفيضانات، فقد غمرت المياه مساحات شاسعة من الأراضي، وتبدو لمن يراها من السماء وكأنها عائمة وسط بركة كبيرة، ويقول خبراء البيئة المحليون في بنجلادش انه ورغم أن بنجلاديش عادة ما تشهد الفيضانات سنويا بسبب العدد الكبير من الأنهار، إلا إن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعا في وتيرتها وحدتها نتيجة لعوامل التغير البيئي.

ومع تزايد ظواهر الأخطار بسبب التغيرات المناخية وغير المناخية التي باتت تهدد الكوكب الأرضي، فإن المتهم الأول والأخير في هذه التغيرات هو الإنسان نفسه الذي لا يشعر بفداحة سلوكياته التي قد يؤدي بعضها إلى نقمة كونية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد