;

اليمن.. مبادرة لإنقاذ ما تبقى من المشروع 720

2009-04-01 03:58:06

عبدالوارث النجري  

المبادرة اليمنية المقدمة إلى القمة العربية بالدوحة تعد أهم الحلول لإخراج الكثير من البلدان العربية من أزمات داخلية وخارجية عدة، خاصة في ظل الوضع الراهن لهذه الدول التي تعيش حالة من التشتت والذل والهوان والتخاذل، لكن في نفس الوقت كيف يمكن لهذه المبادرة أن ترى النور أو حتى تنال استماع القاعدة العرب إليها قبل الموافقة أو الرفض في الوقت الذي لا تزال هناك معظم القيادات العربية لم تدرك حجم الخطر المحدق الذي تواجهه بلدانها وما تحاك ضدها من مؤامرات لا تستهدف القادة بقدر ما تستهدف الشعوب وخيرات الأوطان، وأصبحت معظم هذه الدول لا تؤمن وتفتخر بهويتها العربية، وتعدها من الشكليات التي صار من الضروري التنصل منها وعدم العمل بها ومنها انعقاد القمة العربية نفسها، خاصة بعد العام 1990م وحرب الخليج الأولى التي إنهار على أثرها المشروع العربي، ذلك المشروع الذي تم وأده مبكراً من قبل أعداء الأمة العربية وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني وبمشاركة وتأييد بعض الزعماء العرب، وحتى المشروع الإسلامي استطاعت الدول المعادية الخارجية إسقاطه أكثر من مرة وكان آخر إسقاط في بداية الألفية الثانية وأولى حروب القرن في أفغانستان تحت مسمى "الحرب على الإرهاب"، مع أن الكثير من عصابات الإرهاب وعناصرها لا علاقة لها بالإسلام والمسلمين حتى من يسمون أنفسهم بتنظيم القاعدة وغيره من الخلايا التي تستهدف الأبرياء والعزل من المسلمين وغير المسلمين، فمن حق رئيس الجمهورية أن ينسحب من الجلسة المغلقة للقمة العربية لعدم استشعار هؤلاء بالمهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم تجاه ما تواجهه بلدانهم وشعوبهم من مؤامرات لم تعد تطبخ في السر بل أن أصبحت اليوم ظاهرة للعيان أكثر من أي وقت مضى، وكان الأحرى من هؤلاء ولو مجرد الاستماع إلى هذه المبادرة التي وافقت عليها برلماناتهم، ومن ثم من حقهم الموافقة والتأييد لهذه المبادرة أو رفضها أو إدخال بعض التعديلات عليها، ولعل هذا الموقف من قبل القادة يكشف حجم خلافاتهم وعدم استشعارهم بما يحاك اليوم تجاه المنطقة من الخليج إلى المحيط، ولعل البرودة التي تتعامل بها دول مجلس التعاون الخليجي تجاه إخوانهم اليمنيين والتردد في ضم اليمن إلى دول المجلس لدليل حي على الوضع المزري الذي تعيشه الأمة العربية في ظل الخلافات العربية العربية مع أن اليمن الكائنة جغرافياً في عمق الخليج العربي وبوابة الجزيرة العربية تسعى ومنذ وقت مبكر لتحسين علاقاتها مع دول الجوار وتجدد الدعوة في أكثر من محفل ومناسبة وطنية وعربية برغبتها في إعلان دول الجوار انضمامها إلى مجلس التعاون، وتسعى جاهدة للتعاون مع جيرانها في الجزيرة والخليج في محاربة كل ما يهدد أمن واستقرار دول المنطقة، وفي مقدمة ذلك الإرهاب وتهريب المخدرات وغيرها من الممنوعات بالإضافة إلى المشاريع التوسعية في المنطقة وعلى رأسها المد الشيعي والمتمثل في اليمن بالتمرد الحوثي، لذا أصبح اليوم على الأشقاء في دول الجوار أن يدركوا بأن القوة والعزة في الوحدة، وأن أمن واستقرار اليمن يعني أمن واستقرار باقي دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى الأشقاء في دول الجوار أن يدركوا تماماً بأنه بعد وأد المشروع العربي والمشروع الإسلامي لم يعد هناك من مشاريع في المنطقة سوى المشروع الصهيوني العدواني المحتل والمشروع الفارسي التوسعي بالإضافة إلى المشروع الصليبي الغربي الاستعماري وكلها مشاريع تسعى للتقاسم فيما بينها دول وخيرات الجزيرة والخليج وبقية البلدان العربية الأخرى. .

فالعمل على تكوين مشروع عربي إسلامي يحمي الدماء والثروات العربية الإسلامية خير من أن نوهم أنفسنا بمسميات استعمارية "ممانعة واعتدال" الهدف منها زرع العداوة والبغضاء والحروب والتناحر بين الأشقاء والتعجيل بسقوط الأقطار العربية وأنظمتها الحالية أمام تلك المشاريع العدوانية السابقة التكرر، وما يجري الآن في العراق وفلسطين والصومال ويواجهه السودان ليس ببعيد عن البقية الباقية من دول وشعوب وقادات وخيرات الأمتين العربية والإسلامية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد