محمد أمين الداهية
من الصعب جداً بل مما يدمي القلوب ويبكي العيون أن نرى هذا الوطن الحبيب وبعد عقود من الزمن ظل الشرفاء والمخلصون خلالها يجمعون أشلاءه ويضمدون جراحه حتى صار فتياً قوياً يستطيع النهوض ليواكب المجتمعات في تقدمها ونموها، وبعد هذا كله وبعد أن بدأ الوطن مسيرة خير وعطاء يأتي ضعفاء النفوس وعلى مختلف الأصعدة ليمارسوا حماقات تضر بالوطن والمواطن، وللأسف الشديد فما أبشع ما يعانيه مجتمعنا من تصرفات إجرامية كالإرهاب الذي وبسبب التفكك الأسري والإهمال وعدم المتابعة الجدية للأبناء وقصر الوعي التربوي وما إلى ذلك من الأشياء التي تجعل الأطفال لقمة صائغة لمجرمي الإرهاب فلا تشعر الأسرة إلا وابنها قد صار ضحية لعملية إرهابية وأودت بحياته إلى الجحيم وألحقت الأذى والضرر بالآخرين، فهذا أحد مسببات جلب الدمار والخراب للوطن والشعب من أسباب ومسببي دمار الأوطان أيضاً عديمي الضمير من المتنفذين الذين ينهبون خلق الله بدون وجه حق وباستخدام النفوذ يبسطون قوتهم ونفوذهم على الضعفاء، فيمارسون البطش والنصب والاحتيال وظلم الضعفاء دون رحمة أو حتى وازع ديني أو أخلاقي يردهم عن ممارسة تصرفاتهم التي لم يحلها دين ولم يقرها قانون، فمثل هؤلاء المتنفذون وهم موجودون على مستوى العالم إلا أن وطننا العربي بشكل خاص احتل الصدارة فهؤلاء المتنفذين والذين يتخذون من وظائفهم أو جاههم ووجاهتهم سلاحاً يقرعون به رؤوس الضعفاء ويسلخون جلودهم، إن مثل هؤلاء يعتبرون سبباً رئيسياً في توليد البغض والكراهية وقبل أن يكون على من يعتدون عليهم على الوطن نفسه والذي باعتقادهم أنه يحتضن ويرعى الوجاهة والنفوذ ويهمش ويتجاهل الضعفاء من الذين يعجزون أن يصلوا إلى حقهم، وعندما يكون الضحية رب أسرة فمن الطبيعي أن يلحق ضرر البطش والظلم بقية أفراد الأسرة، ومن هنا يتولد الانتقام في المجتمع وبغض الوجود الذي يرى هؤلاء الضحايا أن الموت أفضل بكثير من حياة بائسة سببها أشخاص متنفذون جلبوا الحزن والفقر والمصائب لهم دون ذنب أو أي وجه حق، وحتى لا نسهب أكثر يبقى سؤال هام يحتاج إلى لفت نظر في أسرع وقت: ما هو سبب التطاول على الضعفاء من أبناء هذا الوطن علماً أن هذا التطاول والظلم لا يأتي من مصادر عليا رفيعة المستوى، فغالباً ما يأتي من أشخاص ذوي مناصب بسيطة إلا أن كلمتهم مسموعة عند المختصين فمتى سيتمكن القانون من بسط نفوذه العادل على مثل هؤلاء؟