بقلو / أحمد عمرابي
ما الذي يجمع بين الولايات المتحدة والهند؟
الإجابة عن هذا السؤال في كل من واشنطن ونيودلهي جاهزة لكنها مقتضبة. . وهي «الحرب على الإرهاب» في منطقة غرب آسيا.
إنه مصطلح صيغ بهذه العمومية وهذا الغموض من أجل إخفاء هدف إستراتيجي مشترك وهو منع قيام نموذج إيراني آخر في كل من باكستان وأفغانستان. . أي وصول الجماعات الإسلامية الراديكالية في باكستان يوماً ما إلى السلطة وبقاء حركة طالبان منفردة بالسيطرة السلطوية في أفغانستان. هذا هو سر الشراكة الإستراتيجية المتنامية بين أميركا والهند من ناحية وإسرائيل والهند من ناحية أخرى.
الصورة الراهنة في المنطقة تبدو كالآتي: قوات أميركية (تعاونها قوات من دول غربية أخرى) تشن حرباً على قوات طالبان في أفغانستان، وتعاون استخباراتي هندي مع الأجهزة الاستخباراتية الأميركية؟
ولكن ماذا عن دور باكستان علما بأن أميركا والهند دولتان غير مسلمتين بينما باكستان دولة إسلامية بنسبة مائة في المائة تقريبا؟
وبإدراك هذه الحقيقة ظلت الولايات المتحدة على مدى الستين عاماً منذ استقلال باكستان تعتمد بالدرجة الأولى على المؤسسة العسكرية الباكستانية من أجل تدبير انقلابات تدفع إلى السلطة بعناصر عسكرية قيادية ذات ولاء لواشنطن أو حكومات مدنية حزبية تقودها شخصيات سياسية مقابل ثمن يدفع.
هذه الحقيقة التاريخية هي التي تفسر لنا لماذا تجاوبت حكومة آصف زرداري الحالية مع اعتبارات المخطط الأميركي لاستقطاب باكستان لتكون شريكاً ثالثاً في التحالف بين الولايات المتحدة والهند الموجه ضد القوى السياسية الإسلامية في كل من باكستان وأفغانستان. . باسم «مكافحة الإرهاب». والسؤال الذي يطرح هو: هل يعيش هذا التحالف الشاذ طويلاً؟
الهند في نظر كافة الفئات الشعبية الباكستانية هي العدو التقليدي الأصلي والأساسي للأمة الباكستانية ليس لأن الهند دولة هندوسية وإنما لاحتلالها الاستيطاني لأرض باكستانية على مدى ستة عقود زمنية حتى الآن.
والجماعات «الإرهابية» التي يستهدفها التحالف الهندي الأميركي هي بالدرجة الأولى التنظيمات النضالية التي تجاهد من أجل تحرير الأرض الباكستانية في إقليم كشمير. وهكذا وبتحالفها مع «الشيطان» تضع حكومة زرداري نفسها في مواجهة ضد الإجماع القومي للشعب الباكستاني بكافة فئاته. إنها تركب مخاطرة جسيمة. ومما يضاعف من هذه المخاطرة أنها تسمح للقوات الأميركية بشن هجمات على جماعات إسلامية داخل الأراضي الباكستانية.