;

محافظة أبين وتساؤلات تبحث عن إجابات..!! 799

2009-04-02 04:43:42

طه العامري

كثيرة هي التساؤلات المتعلقة بمحافظة ( أبين) وحكايتها مع العنف والانفلات والفوضى مع أن غالبية أبنائها هم في سدة الحكم ويتقلدون مناصب رفيعة في الجهاز الإداري بشقيه السيادي والخدمي وهو ما يجعل هذه التساؤلات فعلاً تبحث عمن يجيب عليها لأن من غير المعقول أن تكون هذه المحافظة محل رهان دعاة التمرد والانفصال ورهان الجهاديين والحركيين وكل من يرغب في إقلاق السكينة فيما النسبة الغالبة من أبنائها ورجالها هم شركاء في إدارة السياسة الوطنية ويسيطرون على مفاصل الأجهزة الأمنية والعسكرية ولهم حضور وتواجد في كل مفاصل النظام السيادي والمؤسسات الوطنية المختلفة ناهيكم أنهم ماسكون على مفاصل الحكومة والحزب الحاكم ومع ذلك لا نرى تهدئة تذكر للأزمات داخل محافظة ( أبين) التي تواصل إنتاج الأزمات وإقلاق السكينة ومن جيش عدن أبين وصولا إلي الحراك والجهاديين وكل المارقين والخارجين على القانون ينطلقون من ( أبين) وإليها يهربون وبها يلوذون وهو ما يجعلنا نتساءل ونبحث عمن يجيب على تساؤلاتنا وإن بصورة موجزة تدلنا عن سر هذا الدور المزدوج والمركب الذي تقوم به وتؤديه محافظة _أبين_ إذ من غير المعقول ولا المقبول أن يقال أن كبار مسئولينا المحسوبين علي هذه المحافظة عاجزون عن السيطرة علي المحافظة ومن فيها من رموز الفوضى والعبث , ولا يعقل مثل هذا القول لأن المعروف أن حصول هذا أو ذاك من مسئولينا علي هذا المنصب أو ذاك هو نتاج تأثيره القبلي والجغرافي وقدرته علي السيطرة وتطويع الناس داخل نطاقه وعلي هذا قامت السلطة في بلادنا , وهو ما يثير تساؤلاتنا حول دور أبناء المحافظة المتواجدين داخل مفاصل النظام والمؤسسات السيادية الوطنية وعلاقتهم بكل هذا الأحداث التي تعيشها محافظة ( أبين) وتقلق بهاء السكينة الوطنية لدرجة أن الكثير من المؤسسات السيادية والخدمية قد أغلقت داخل المحافظة بفعل سيطرة مجاميع المارقين وعشاق الفوضى والجهاديين أو من يطلقون علي أنفسهم مثل هذه التوصيفات دون أن ندرك حقا أن كان هولا جهاديين أو ( مجتهدين ) لدوافع سياسية وتبادل مصالح وممارسة ابتزاز يدفع ثمنه الوطن والشعب والنظام السياسي والمرحلة وكل التحولات الوطنية ناهيكم عن صورة اليمن في الخارج والتي ربما كان لمحافظة ( أبين) وما يجري فيها النصيب الأكبر في تشويه هذه الصورة وتمزيق تلك الصورة الجميلة التي تكونت عن اليمن قبل أن نسمع بأول جريمة إرهابية انطلقت من ( أبين) علي يد ( المحضار ) وجيش عدن _ أبين, والذي قلنا أننا تخلصنا منه برحيل _المحضار_ قبل أن نكتشف أن أبين لم يقف دورها في حدود إنتاج المحضار وعصابته ولكن الأمر تطور وأخذ بالتطور لدرجة لم يعد فيه السكوت ممكنا وما يجري في هذه المحافظة خطير لدرجة أن غالبية المكاتب الخدمية مغلقة أو يسيطر عليها مسلحين ينتمون لمسميات وهمية لا نعرف حقيقة من يقف خلفهم ويدفع بهم إلي المعترك بذات القدر الذي لا نعرف فيه موقف رموز ووجهاء المحافظة والمسئولين الذين ينتمون لهاء ورؤيتهم لكل هذا الذي يحدث والذي قطعا لا نرضى به ولا يسر صديق أو يرضي عدوا ..!!

إن أخطر ما في تداعيات الأحداث الوطنية هو ما تشهده محافظة ( أبين) من أحداث نرى أنها أشد خطورة من تمرد ( صعده) باعتبار التمرد معروف دوافعه ومعروف من يديره ويموله ويغذيه , لكن ما يحدث في محافظة ( أبين) يبدوا وكأنه طلاسم ليس لهاء من يفسر أو يفك أسرارها غير الله والراسخون بالعلم وبما لسنا ممن يحملون درجة الرسوخ بالعلم نحب أن يجيب البعض من العارفين علي تساؤلاتنا وهي مشروعة ولا ضير فيها أو منها على الأقل في حصولنا على الإجابة ما يطمئنا من أن تداعيات ما يحدث تحت السيطرة وأن لا أحد يمكنه تجاهل حقائق الجغرافية وأن تجاهلوا حقائق التاريخ ..!!

علي خلفية السالف من القول والتساؤلات فأن ما يجب أن يستوعبه أصحاب الشأن وصناع القرار هو أن هناك الكثير من المشاهد والأحداث والتصرفات تفتقد للدافع الموضوعي المسبب لهاء هذا من ناحية ومن الأخرى فأن من الصعوبة القول أن ما يحدث في محافظة ( أبين) هو من الأفعال الخارجة عن السيطرة أو أنها من الظواهر العصية علي الأحتوى إذا ما وقفنا أمام كثافة الحضور النخبوي لأبناء محافظة أبين داخل مفاصل السلطة والأجهزة الأمنية إضافة إلي حضور ملفت للفعاليات السياسية والحزبية داخل الموكن الاجتماعي والنسيج الشعبي للمحافظة , فهناك من ينتمون للحزب الحاكم وهناك من ينتمي لأحزاب اللقاء المشترك وفيهم نجد جمهور ( الإصلاح) وأعضاء في (الحزب الحاكم) وفي ( الناصري) و( الوحدوي) (والبعث) بل كل المسميات الحزبية العاملة على المشهد حاضرة في النسيج الاجتماعي للمحافظة وهناك مسميات منظمات المجتمع المدني بكل اهتماماتها موجودة في الواقع , واعتقد كل هولا إلي جانب الشخصيات السياسية الوطنية والوجاهات الاجتماعية والرموز والأعيان والسلطة المحلية وأعضاء مجلسي النواب والشورى والمجالس المحلية كل هولا لا شك أن لهم ثقل وحضور وتأثير على سكان المحافظة وهم قادرون علي احتواء جيوب العنف وبؤر التطرف من قبل المجاميع المسلحة والمتمردة مهما كانت قدراتها وإمكانياتها , فالقوى الاجتماعية النافذة في المحافظة وفي مديرياتها قادرون علي التواصل والاتصال مع المجاميع المخربة واحتواء نزقهم وتطويع توجهاتهم وهو فعل يصعب القول باستحالته , لأن مثل هذا القول يسيئ لكل هولا المسميات والشخصيات والرموز والأعيان , الذين لا بد أن يكون لهم دور فاعل ومؤثر في احتواء المشهد ولا يحتاج الأمر لنزول وزير الدفاع لمتابعة التطورات والأحداث بل يكفي أن يقوم بهذا مسؤولو السلطة المحلية والشخصيات والأعيان وأعضاء مجلسي النواب والشورى , إلا إن كان للأمر والتطورات حسابات هي أبعد من قدرتنا علي الفهم والتفكير فهذا أمر آخر ..!!

أن مبدأ المساءلة والمتابعة لكل مجريات الأحداث والتطورات داخل المكونات الجغرافية الوطنية فعل من صلاحية السلطات المحلية ولا اعتقد أن هناك سلطة محلية عاجزة عن احتوى الظواهر السلبية في نطاقها وحدود صلاحياتها وإلا فلا قيمة ولا جدوى من هذه السلطات ومن وجودها أن كانت كل قضية أو ظاهرة تحتاج لمعالجة مركزية وإلي تدخل مؤسسات سيادية عسكرية كانت أو أمنية ..!!

أ ن أخطر ما في تداعيات أحداث محافظة ( أبين) هو أن تكون هذه الأحداث هي نتاج عوامل وظروف غير طبيعية وغير مبررة إلا في أجندة بعض الأطراف السياسية والمرموز والوجاهات , هناء تكون خطورة الأحداث بالغة الدقة كونها تعبيرا عن حسابات خاصة ومثل هذه الحسابات أن وصلت لدرجة التحكم بالسكينة الاجتماعية فأن نيرانها المشتعلة تصبح دليلا علي حالة من الانفلات تقودنا والوطن والدولة وكل مؤسساتها السيادية إلى معتركات مفتوحة لا نهاية لها ولا سقف لنيرانها وهو ما يستوجب علينا إدراكه قبل أن تنفرط (سبحة الدولة ) ويتناثر بنيانها بفعل نزق المراهقين والمارقين والخارجين على القانون والنظام العام والمسنودين من بعض أصحاب المصالح الذين يغلبون مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية على مصالح الوطن والشعب ..!!

ameritaha@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد