بندر محمد دغيش
لعله ليس هناك من شيء مطلقاً ما هو أفضل من العلم، وليس هنالك بتاتاً من فضائل تزيد على فضائل العلم في كل ما سمعنا ورأينا، ولعل من أهم فضائله على الإطلاق تكريم الله عز وجل له ورفع شأنه في كثير من الآيات القرآنية الشريفة وفيها كرم الله سبحانه وتعالى ورفع من قدر المتعلمين قال تعالى: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"
[المجادلة: 11].
وقال تكريماً لحق العالم وإجلالاً لعلمه ومكانته: "إنما يخشى الله من عباده العلماء" [فاطر: 28].
سبحان الله وجل شأنه وجلت قدرته وله الحمد حمداً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه الذي خصنا عمن سوانا من مخلوقاته بالقدرة على الاستيعاب والفهم والتعلم.
فبالعلم كرم الله الإنسان أجل تكريم، وبالعلم وحده سيده وشرفه ورفعه على جميع مخلوقاته، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الدنيا والآخرة مع العلم، وشر الدنيا والآخرة مع الجهل"، نعم فالعلم هو الخير كله والجهل هو الشر كله، وعنه صلى الله عليه وسلم: "يوزن مداد العلماء ودماء الشهداء يوم القيامة"، وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم مبيناً فضل العالم ومكانته من العابد بقوله: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم".
ومما يروى عن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قوله: "أقل الناس قيمة أقلهم علماً".
وقال سيدنا إبراهيم عليه السلام: "العلوم أقفال والأسئلة مفاتيحها".
وقيل: "من لم يتعلم في صغره لم يتقدم في كبره"، ولذا قيل أيضاً: "العلم في الصغر كالنقش في الحجر"، حيث أنه لا ينفع علماً يأتي على كبر وإن نفع فإنه لن يكون أنفع من علم في الصغر.
وقال لقمان لابنه وهو يعظه: "جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بماء السماء"، وقيل أيضاً عن فضائل العلم: "من عرف بالحكمة لاحظته العيون بالوقار"، وقال أيضاً علي رضي الله عنه: "كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه ويفرح به إذا نسب إليه، وكفى بالجهل ضعة أن يتبرأ منه من هو فيه وغضب إذا نسب إليه".