محمد أمين الداهية
أحياناً بل غالباً ما يواجه الأشخاص الشرفاء الذين يذودون عن هذا الوطن بكل ما أوتوا من قوة وبكل ما يستطيعون فعله وأبرز ما يمكن فعله تجاه هذا الوطن الغالي الذي لا يدرك بعض المتنفذين ما هو الثمن الذي دفع حتى صار وطننا بهذا المستوى من الرقي والتقدم، ولأن من لا يراعون حرمة لهذا الوطن ولأبنائه هائمون في أمانيهم الزائفة ويكونون سبباً لمحاربة الأخرىن وكذلك محاربة أفكارهم الوطنية التي تدين كل عمل إرهابي تخريبي يلحق الأذى والضرر بهذا الوطن وأبناءه، ولأنهم غير متشبعين بالوطنية وحب الوطن والولاء له بعد الله عز وجل تجدهم يصنعون تصرفاتهم الحمقاء غير مدركين الضرر الاجتماعي الذي يكونون هم سببه، الوطن في أمس الحاجة إلى رجالٍ شرفاء يقدرون الكلمة الصادقة ويشجعونها ويقفون ورائها، الوطن يحتاج إلى من يضمد تلك الجراحات التي يختلقها الأعداء ويعملون على توطيدها في صدور أبنائه الأبرياء من الذين يغرر بهم، الوطن يحتاج إلى حماية أبناءه من أن يقعوا فريسة للإرهاب وأعداء الإنسانية، الوطن يحتاج ويحتاج، ومن أبرز وأهم العوامل المساعدة لمواجهة الأفكار الهدامة حسن المعاملة وبالذات بين الرئيس والمرؤوس، سواءً في المؤسسات والمنشآت الحكومية أو الخاصة، فالمعاملة الحسنة وفي إطار القانون ركيزة أساسية لتوليد الحب والولاء بين المواطنين الذين هم المرؤوسين، أما المتنفذ على المرؤوسين بدون وجه حق وبقوة المنصب والصلاحيات فذلك لا يولد إلا البغض والكراهية والحقد الذي يؤهل صاحبه لأن يكون فريسة سهلة للخونة والإرهابيين، الوطن أغلى بكثير من المنصب والتنفذ اللامشروع، لا بد على كل مسؤول ومواطن في هذا الوطن أن يقدر الأمانة التي يحملها، فأمانة الوطن والشعب حمل ثقيل جداً ولكنه عند الشرفاء والمخلصين متعة ورضاء وحتى عندما يعتقد البعض من المتنفذين أن من يعارض مواقفهم ولا يستسلم لهم في حال محاربته في مصدر رزقه وبالذات عندما يكون بطريقة خصم الراتب دون أي مبرر، فعندما يعتقد هؤلاء أن الضحية سيستسلم لهم ويقول أن ذلك أفضل من لا شيء أنهم مخطئون، ويجب ألا ننسى أن الرزق بيد الله "وما حد بيموت من الجوع"، المهم أن الوطن يعاني من أنفس مريضة لم تعاصر الثورة والثوار وأيضاً لم تتشبع بالوطنية، وإن لم يتم تدارك هذه المشكلة فالمستقبل للأسوأ والظروف لا تبشر بخير فهل من يسمع أو يعقل؟ وهل أدركنا ماذا يحتاج الوطن؟!