عبدالباسط الشميري
بدأت لغة التخويف تطرأ أو تطفو إلى السطح بعد القمة الثانية لدول أميركا اللاتينية والدول العربية التي انعقدت مؤخراً في الدوحة، وبدأ بعض العرب يفسرون الموقف الفنزويلي الواضح والصريح والذي لا لبس فيه لنصرة الأشقاء في الأرض المحتلة بدأت الشكوك تحوم وكأن العرب هؤلاء قد حققوا الاعجاز والانجاز وجاء من ينازعهم الأمر هكذا بدأت الكتابات والعبارات عبر هذه الفضائية أو تلك وهذا هراء، فمن المثقفين العرب من يشكك في نوايا تشافيز على سبيل المثال بينما المنطق والعقل يؤكدان غير هذا، فالسيد تشافيز إذا كان وقف مناصراً للمظلومين في قطاع غزة وقطع علاقاته الدبلوماسية مع الدولة العبرية فهذا موقف مشرف ولا ينبغي أن يلام عليه، بل الأحرى بنا كعرب أن نقدم له الشكر والثناء ونمد أيدينا إليه لأن الرجل يناصر قضايانا ونترك الافتراضات والنوايا خلف ظهورنا نحن بحاجة لصوت تشافيز وغير تشافيز ليقف معنا لاستعادة حقوقنا المسلوبة والقيادات العربية عليها أن تحدد سياساتها وإستراتيجيتها وفق رؤية ومسار واضح لا لبس فيه أي نعم هناك مخاوف من طهران فلنكن في مستوى المسؤولية ولنصارح إيران أنتم تريدون السيطرة، أنتم تريدون العودة بنا إلى الخلف أنتم تقومون بأعمال غير مرغوب فيها، أنتم لا تراعون حقوق الجوار وعليكم مراجعة سياساتكم لأنك تحتلون الجزر الإماراتية لأنكم تدعون بأحقيتكم بدولة البحرين، لأنكم تقومون بدعم ميليشيات وعناصر إرهابية تشعل الحرائق والفتن في بلدان عربية عدة.
أنتم خطر علينا، إما أن توقفوا هذه الأعمال الصبيانية وإلا فلا حاجة لعلاقات وتبادل سفراء معكم أليس كذلك؟
أما الآمر الآخر والأهم فهو علاقة العرب بدول أميركا اللاتينية وتركيا على وجه الخصوص، ينبغي أن توثق وتتشابك لإيجاد شبه توازن أمام هذا الصلف والعنجهية الأميركية والتي تقف بكل إمكانياتها المادية والعسكرية والاقتصادية ووإلخ إلى جانب دولة الإرهاب الصهيوني ومنذ عشرات السنين والعرب لا يجرؤون على التئوه مجرد التئوه، إن خلق أجواء وعلاقات تكاملية بين دول العالم العربي وتركيا وأميركا اللاتينية سيفضي إلى معادلة شبه متوازنة لإعادة الاعتبار للمنظمة الدولية والتي أصبحت أداة بيد أميركا وإسرائيل ودول غربية قليلة لا ترى في عدالة قضيتنا وحقنا في العيش كأمة لها حضارتها وثقافتها وهويتها أي اعتبار، إن ميزان العدالة الدولية مختل وهاهو قرار محكمة اللاعدل الدولية يقضي بتوقيف رئيس دولة لها وزنها ولها اعتبارها تصوروا لو أن الزعامات العربية بكاملها قالت وبصوت واحد: الأولى أن تصدر مذكرة إيقاف بحق بوش مجرم حرب العراق ومذكرة اعتقال بحق بيريز وأخرى بحق أولمرت وثالثة ورابعة وخامسة بحق قادة دولة الكيان العبري الذين ارتكبوا مذابح ومجازر بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني وعلى مدى عقود.
أقول لو كان الصوت العربي جهورياً وإلى هذا الحد ازعم أنه لن تتمادى لا محكمة لاهاي ولا أحد من مرتزقتها أو أعضاء مجلس الأمن بالتلفظ والمطالبة باعتقال رئيس دولة لها سيادتها واستقلالها وكرامتها، ولكن طالما والصمت ديدن زعاماتنا فالحبل على الجرار ويعلم الله من سيكون التالي والله المستعان.
abast 66 @ hotmail.com