بقلو / أحمد عمرابي
هل يقع خلاف قد يتطور إلى مستوى صدام بين أوباما ونتانياهو بشأن كيفية التعامل مع إيران؟
في مقالة تحليلية بصحيفة «نيويورك تايمز» يلاحظ الكاتب الأميركي روجر كوهين أن الرسالة «الجريئة» التي وجهها الرئيس أوباما إلى القيادة الإيرانية قبل نحو أسبوعين تضمنت أربعة عناصر ضرورية لأي تصالح. فقد نبذ فكرة تغيير النظام الحاكم في طهران ووضع على الرف الخيار العسكري وألغى سياسة «الجزرة والعصا» التي ترفضها إيران. ثم أنه تحاشى التعرض لبرنامج إيران النووي.
كل هذه العناصر تتعارض مع الرؤية التقليدية الإسرائيلية نحو إيران. والآن وقد تولت السلطة في الدولة اليهودية أحزاب اليمين الأشد تطرفاً بزعامة بنيامين نتانياهو هل ينشأ توتر بين إسرائيل والولايات المتحدة يتصاعد إلى مستوى تصادم في توجهات السياسة نحو إيران الراديكالية؟
يبدو أن روجر كوهين وهو من أشهر الكتاب الصحافيين في الولايات المتحدة يعتقد أن مثل هذا التصادم حتمي. وهو في هذا الصدد يشير إلى أن بوادر الاختلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة بدأت بالفعل، مستشهداً برسالة إعلامية خاطب فيها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الشعب الإيراني داعياً هذا الشعب إلى إشعال ثورة للإطاحة بحكم «حفنة من المتعصبين الدينيين».
ومما هو جدير بالإشارة أن رسالة بيريز أذيعت بعد رسالة أوباما مباشرة. القادة السياسيون الإسرائيليون قاطبة وخاصة قادة اليمين المتطرف يعتبرون إيران العدو الأول والأكبر الذي لا يشكل تهديداً أمنياً عابراً فحسب، بل يستهدف وجود إسرائيل كدولة يجب «محوها من الخريطة». وبصورة خاصة يخشى الإسرائيليون البرنامج النووي الإيراني واحتمال تحوله إلى مستوى إنتاج أسلحة نووية.
ومن ناحية أخرى يتخوف القادة الإسرائيليون من تحالف طهران مع منظمات مسلحة مثل «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس» الفلسطينية ودعمهما بالمال والسلاح. من هنا كان تشدد السياسة الإسرائيلية تجاه إيران. وبطبيعة الحال سيرتفع مستوى هذا التشدد إلى أعلى درجاته في عهد اليمين المتطرف.
ومن هنا أيضاً ينشأ التناقض بين حكومة نتانياهو وإدارة أوباما كما يرى كوهين. . إذا أخذنا في الاعتبار أن المرتكز الأساسي لسياسة الرئيس الأميركي الجديد تجاه الشرق الأوسط بصورة عامة وإيران بصورة خاصة هو الدبلوماسية السلمية وليس القهر العسكري. من ناحية المنطق النظري تبدو ملاحظة روجر كوهين سليمة وصحيحة.
لكنه ينسى أو يتجاهل نفوذ أهل إسرائيل أي الحركة اليهودية الصهيونية الأميركية على البيت الأبيض ورؤسائه المتعاقبين بمن في ذلك باراك أوباما. وقريباً سوف يحل وقت الاختبار لنعرف مدى مصداقية سياسة أوباما. . ومدى صموده في وجه أهل إسرائيل.
