;

عندما تجري المياه في النهر العربي 631

2009-04-04 03:39:59

بقلم :ممدوح طه

قد لا نختلف كثيراً في حقيقة أن الصورة العربية على مدى سنوات بما فيها من ضوء وظل مثل كل الصور لا يغيب عنها الضوء وإن زاحمتها ظلال كثيرة، لكن أي محاولة لقراءة هذه الصورة لتطورات الوضع العربي في لحظة فاصلة تعد بالأيام وليس بالشهور تقول إنه مع بداية فصل الربيع المناخي بدأ فصل الربيع السياسي.

حيث بدأت مساحة الضوء في الصورة العربية تزحف لتحرر مساحات طال احتلالها بالظلال الداكنة، فخلال ثلاثة شهور فقط جرت في الأنهار العربية مياه كثيرة، صحيح أنها لم تفيض بما يكفي لري كل الأراضي العربية المحتلة العطشى للتحرر من الاحتلال، إلا أنها على الأقل تخطت سدوداً كثيرة وشقت طريقها إلى أكثر من أرض من أراضي العرب، فروت بالمياه المخضبة بدماء المقاومين للاحتلال الصهيوني ولمحاولات السيطرة الغربية أشجاراً كثيرة للنخيل العربي في فلسطين وفي السودان وفي العراق وفي الصومال. .

وهو ما انعكس حركة حية ومثمرة على الأرض في أكثر من عاصمة عربية جامعة للشمل العربي الذي كاد من فرط خلافاته وانقساماته يتمزق، بدأت بفعل حرارة محرقة غزة تذيب بعض ما تراكم من الجليد، وتجمع ما أمكن من العرب والمسلمين تضامناً مع فلسطين في الدوحة، ومرت حركة الجمع العربي الأكبر ب «الكويت» وفيها كانت المبادرة الخيرة للعاهل السعودي دعوة لطي صفحة الماضي بتصفية الخلافات وإنهاء الانقسامات وفتح صفحة جديدة في العلاقات العربية لبناء السد العالي المنيع حماية للأمة العربية كلها، ليرعى أمير الكويت أولى المصالحات الجامعة بين المتخاصمين العرب.

ثم مرت ب «الرياض» التي رعت قمة عربية رباعية سعودية مصرية سورية كويتية لتأكيد المصالحة وتمهيد الطريق لمصالحات جديدة، وأخيراً وليس آخراً وفي القمة العربية الحادية والعشرين في «الدوحة» مرة أخرى، حين بدأت بما خطف الأبصار بوصول الرئيس السوداني عمر البشير إلى الدوحة تحدياً للقرارات الدولية الظالمة، وكان تتويج ذلك هو الوقفة التضامنية العربية مع فلسطين ومع السودان، لتنتهي القمة بما خطف الأضواء بحدوث اللقاء بعد الجفاء بين العاهل السعودي والزعيم الليبي بعد ست سنوات من الخلاف بما أشعر العرب بالارتياح!

إن الصورة العربية الحالية يمكن قراءتها من واقع قرارات مؤتمر القمة العربية الأخير الذي عقد في «الدوحة» الذي تعامل مع أهم ملفات القضايا العربية، وما أشارت إليه نصوص هذه القرارات الإيجابية من حرص على التضامن العربي وعلى الوحدة الوطنية الفلسطينية والعراقية والسودانية والصومالية مع دعم لاستمرار النظام العربي ومحاولة تطويره وفق ما هو ممكن لتحقيق ما هو مطلوب.

ولأن مصير الوطن العربي كله سوف يتقرر ولمستقبل بعيد على ضوء نجاح العمل العربي الرسمي والشعبي في فرض الحل العادل للقضية الفلسطينية تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة على أرضه، وفي مساعدة الشعب العراقي على طرد الاحتلال الأنجلو أميركي وتحقيق استقلاله ومنع تقسيمه وحماية وحدته الوطنية.

وفي تحصين الوطن السوداني والصومالي من مخاطر التدويل وتفكيك وحدته الإقليمية ومقاومة التدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية، فإن الطريق إلى محاصرة التحديات الدولية الجديدة التي لا تريد نظاماً عربياً مانعاً ولا حتى تنظيماً مؤسسياً عربياً جامعاً، والساعية إلى تقسيم الوطن العربي المقسم إلى كيانات أصغر على أسس طائفية وعرقية ودينية ليسهل ابتلاعها وإخضاعها وفقاً لمخططات استعمارية جديدة وتحقيقاً لأهداف صهيونية أكيدة هو العمل الاتحادي العربي المدعوم بثقافة عربية تستند على قيم حضارية إسلامية بما يشكل حائط الصد المنيع والضمانة الوحيدة لحماية المنطقة من كل المخاطر.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد