كروان عبد الهادي الشرجبي
ماذا يريد المراهقون من آبائهم وأمهاتهم حتى يسود السلام التام بين الجميع وتتبخر أسباب التوتر والخلاف بينهم؟ لو طرحت هذا السؤال على عدد من المراهقين لحصلت على إجابات متنوعة عن مطالب الأبناء إلا أن أحداً لا يستطيع ضمان عدم حدوث مشكلات حتى لو تم الاتفاق على كل شيء بين الآباء والأبناء .
إن عدم حدوث مشكلات يعني في جوهره ان المراهق هو صاحب شخصية مسحوقة بالكامل لا رأي ولا قدرة له على الاعتراض لا في الأمور الصغيرة ولا في الكبيرة ولا أظن أن أياً من الآباء يريد لابنه أن يكون بتلك الصفات.
لنطرح إذاً ما يريد الأبناء من آبائهم ولكن علينا ألا نربط ذلك بشرط عدم حدوث أي مشكلات مستقبلية ما يريده الأبناء هو ألا يعاملهم الكبار على أنهم مراهقون أو أطفال فهم يكرهون صيغة الأمر في الطلبات .
يمكن للأب مثلاً أن يطلب من ابنه النوم مبكراً بصفتين الأولى أن يقول إياك أن تتأخر في السهر لما بعد العاشرة وبإمكانه أيضاً أن يوصل نفس الرسالة بطريقة أكثر ديمقراطية وأكثر قابلية للحوار.
فجل ما يريده المراهق أن يشجعاه والداه على الاستقلالية وتحقيق هويته الشخصية التي تتشكل فيها ملامح إنسان قادر على التفكير وإبداء الرأي وليس طاعة الأوامر واتباع الخطوات التي يرسمها له الآخرون هذا أمر طبيعي فالطفل في سنواته الأولى يبدأ رحلة الزحف بعيداً عن أمه ومن حق الأبناء أن يحصلوا على الفرصة لكي ييثبتوا استقلاليتهم في كافة مراحل قواهم وخصوصاً في مرحلة المراهقة.
يريد المراهق علاقة منفتحة مع والديه تقوم على الحب والمصارحة والمشورة الغير ملزمة ويريد المراهق المشاركة في الهموم والطموحات.. إلخ.
وأخيراً ليس بآخر يريد أن يشعر بالحب والرأفة حتى في أقسى لحظات العلاقة مع والدية يريد أن يشعر بالحب .
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM