عصام المطري الانقسام الحادث في الصف العربي أغرى الأعداء للنهش في جسد الأمة، فحال الأمة لا يشجع على الاستمرار في هذا الانقسام، والمسارعة صوب المصالحة العربية التي ستحقق للأمة مزيداً من النماء والعطاء السياسي الحافل بالمنجزات، فالأمة العربية اليوم تتداعى عليها الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها مثلما أخبر النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ليس من قلة وإنما نحن غثاء كغثاء السيل، فالمصائب تترى على هذه الأمة البكر الذي من الواجب عليها أن تستفيق من كبوتها وتنهض لمعالجة الواقع العربي المزدري من جميع مجالات الحياة المتعددة والمتنوعة السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتعليمية والتربوية والأمنية والعسكرية والإعلامية.
* إن الأمة العربية اليوم بين خطرين، خطر الفرس المتربصين بالأمة العربية الدوائر، وخطر الأميركان وبني صهيون، فالجميع يريد أن يلتهم هذه الأمة ويصيبها في مقتل، وقد اتضحت حلقات المسلسل التآمري على هذه الأمة، فإيران تهدد البحرين وتلتهم ثلاث جزر إماراتية بوجه الباطل وبدون حق يذكر، وبني صهيون أذاقوا أمتنا الإسلامية والعربية في فلسطين الويلات وقتلوا الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ واستخدموا أسلحة الدمار المحرمة دولياً أمام مرأى ومسمع الجميع تؤيدهم في ذلك الولايات المتحدة الأميركية راعية النظام العالمي والدولي الجديد التي تقول بأن العمليات العسكرية الإسرائيلية هي دفاع عن النفس، فمن واجب الإسرائيليين الدفاع عن أنفسهم بهذه الوحشية وبذلك التنكيل، فعلى الأمة العربية لمواجهة الخطرين أن تعيد النظر في حياة الانقسام وتضع له حلاً حاسماً وحازماً نحو المصالحة العربية والتضامن العربي الفعال، والعمل العربي المشترك وتوحيد الصف والوقوف وقفة واحدة في وجه التحديات، وفي وجه الأخطار المحدقة، فالأعداء يتحينون الفرص للانقضاض على الأمة، فكفانا ذلاً وكفانا هواناً وعلينا أن نتوحد، فهذه الأخطار وتلك التحديات تفرض وحدة الأمة، فعلى الزعامات والقيادات العربية سرعة المبادرة إلى مصالحة عربية شاملة تتأكد من خلالها قوة الأمة، فقوتنا تكمن في وحدتنا وعلينا سرعة التوحد.
* إن الوحدة العربية الشاملة هي حلم الجماهير في جميع الأقطار والأمصار العربية، وهي التي ستقف سداً منيعاً أمام الأخطار وحزمة التحديات، فالخطر الفارسي يزمجر ويريد أن يلتهم جميع الأقطار والبلدان العربية، فهو يستهدف إلى جانب الخليج مصر والسودان واليمن وليبيا وسوريا والمغرب والجزائر فعلينا أن نتحد ونطوي صفحة الماضي البغيض من أجل أمن واستقرار الأمة العربية والله المستعان.
