;

ما بعد المصالحات والقمم 665

2009-04-05 03:54:14

بقلو /ممدوح طه

بعد التحولات الإيجابية العربية التدريجية الأخيرة التي تفتح باباً للأمل في الانتقال مما نحن فيه إلى ما نتطلع إليه، ومع زخم المصالحات والانفراجات التي من شأنها أن تنعكس إيجابيا على حلول لبقية الملفات العربية المأزومة، ومع ما صدر عن القمة العربية الأخيرة من قرارات إيجابية وقوية في عدد من القضايا العربية الرئيسية. .

إلا أنه في الوقت الذي تسارع التجمعات القارية والإقليمية إلى بناء اتحاداتها، كالاتحاد الأوروبي، والإفريقي، واللاتيني «ميركوسور» و«الآسيوي الآسيان». . فلا ندري لماذا تبقى القمم العربية وحدها تتجنب بحث أي مشروع اتحادي عربي ينقلهم مما هم فيه إلى ما تتطلع إليه شعوبهم، وهو ما اتضح من تجاهل المشروع اليمني المقدم لقمة الدوحة العربية الأخيرة، مثلما حدث من قبل مع المشروع الاتحادي الذي قدمته ليبيا لقمة الدار البيضاء قبل عقد من الزمان ؟!

ليبقى السؤال الشعبي المطروح هو، ماذا بعد المصالحات الرسمية بين القادة العرب المختلفين ذاتيا أو موضوعيا ؟. . هل ستشكل بداية تليها خطوات الطريق لتحقيق أهداف الشعب العربي، أم ستبقى نوعا من التهدئة على السطح دون أن تنفذ إلى العمق؟

فما لم تتحول حالة الانفراج الجديدة، إلى فتح لقنوات الاتصال والتحاور والتضامن في القضايا الأساسية، لتغيير الواقع العربي الحالي من الخلاف إلى الائتلاف، ومن التجزئة إلى الاتحاد، ومن الضعف إلى القوة، وما لم تؤد حالة المصالحة إلى التكامل العربي وفق مشروع عربي استراتيجي باتجاه بناء الاتحاد العربي، والتعامل العربي مع العالم ككتلة واحدة سياسيا واقتصاديا وأمنيا بما يملأ الفراغ الذي يسمح للدول الأجنبية أن تتمدد فيه.

وينجح في بناء جسور التعاون الاستراتيجي مع المحيط الإقليمي الإسلامي، والتواصل الحقيقي مع الاتحادات الناشئة في دول الجنوب، الإفريقية والآسيوية واللاتينية لإنهاء سيطرة الشمال. . فإن الحال العربي الراهن والواهن في مواجهة التحديات المختلفة بفعل استمرار حالة التجزئة التي تغري الغير بالعمل على المزيد من التجزئة، سيبقى بعد المصالحة كما كان قبل المصالحة. . وهو ما لا يجب السماح له أن يحدث.

إن تقييم واقع العلاقات العربية العربية في هذه المرحلة وطرح ما هو مطلوب لتطويرها إلى ما يريده منها ولها الشعب العربي، يدعونا لتأكيد العلاقة التفاعلية بين الوطني والقومي، وبين العربي والإسلامي، ولإعادة تحديد أهداف العمل العربي المشترك التي يتطلع إلى تحقيقها، كما يعيدنا إلى إعادة قراءة أهداف النظام العربي بميثاق جامعة الدول العربية ومجموعة اتفاقياتها.

إن أول ما يتطلع إليه الشعب العربي من أهداف هو حماية الأمن القومي العربي من الاختراقات والتهديدات الخارجية المتناقضة بطبيعة أهدافها ومصالحها مع أهداف ومصالح الشعب العربي وتحرير الأجزاء المحتلة من الوطن العربي.

والثاني، هو تطبيق اتفاقيات التكامل العربي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية خصوصا ما نتج عن قمة الكويت الاقتصادية العربية وصولا إلى تحقيق صيغة اتحادية عربية تدفع الخطى باتجاه تحقيق النهضة العربية والقوة العربية، وتصحح واقع التجزئة الذي رسمت خرائطه وأقامت حدوده الحقبة الاستعمارية.

والثالث، هو تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية، باعتبار أن التلازم وثيق بين الكفاية الاقتصادية وبين الحرية الاجتماعية والحرية السياسية، كحقوق أساسية لتحقيق الكرامة الإنسانية للمواطن العربي في وطنه العربي.

إن هذه المسائل الثلاث هي التي سوف تقرر المصير العربي كله لعقود قادمة.

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد