هاني علي أحمد
بالرغم أننا أصبحنا نعيش في القرن الحادي والعشرين وأصبحنا نشاهد ثورات العالم التقنية والرقمية والانتقال إلى حياة التكنولوجيا وتقنية المعلومات ، بالرغم من ذلك كله لا زال المعهد الوطني للعلوم الإدارية يعيش وحيداً خارج الكرة الأرضية، فمنذ أن عرفنا المعهد وهو لا يزال يمارس سياسته وآلياته المعمول بها منذ القدم دون تطور أو محاولة للتغيير، فما زال الروتين هو الروتين وما زال القطراني هو القطراني وليس هنالك ما تغير سوء الوجوه الجديدة والنسوية التي يتم تعيينهن بين الحين والآخر كعمداء للمعهد الوطني.
آخر هذه الوجوه كانت الدكتورة/ وهيبة فارع التي تم تعيينها عام 2006م عميده للمعهد الوطني خلفاً للدكتورة/ خديجة الهيصمي ، وعند تعيين الدكتورة وهيبة استبشرنا خيراً بقدومها وكان أملنا فيها كبيراً لإحداث تغييرات ملموسة والعمل على تفعيل دور المعهد الوطني للعلوم الإدارية بما يلبى الطموح والآمال .
ولكن ما يثير استغرابنا هو أننا لم تستطيع حتى اللحظة أن نلمس أو نشاهد أي دور ملموس للدكتورة/ وهيبة سواء عقد المؤتمرات والندوات والفعاليات المختلفة التي ينظمها المعهد من وقت لآخر ، فهل هذا هو الدور الذي تلعبه الدكتورة للتطوير وتفعيل دور المعهد ؟ وهل هذا العمل كافي ؟
فالمعهد الوطني الذي يعيش الآن لدى حضرة صاحبة الجلالة الدكتورة/ وهيبة فارع لا يزال يعيش مرحلة من العصور القديمة والوسطى ولازال يتعامل مع طلابه في الوقت الحاضر كما كان يتعامل مع السابقين في السنوات الماضية ، والغريب من ذلك أن الطالب حالياً لا يستطيع الحصول على نتائج اختباراته إلى بعد مضي أشهر من إجراءه الامتحان، كما أنه لا يستطيع الطالب الخريج أن يحصل على شهادته إلا بعد مضي أشهر قد تصل إلى أكثر من ستة أشهر من التخرج، فهل هذا يحصل مع حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه؟ أم أن المعاملة التي يلاقيها الطالب في المعهد الوطني استثنائية؟ .
والأدهى من ذلك أن يتم عرقلة الخريج في الحصول على شهادته بحجة عدم تعميد العميده على كشوفات النتائج والتوقيع والمصادقة عليها.. وعرضها على مجلس الوزراء ومن ثم عرضها على رئاسة الجمهورية كي يتم مصادقتها أيضاً من مكتب رئاسة الجمهورية حتى يتم إصدار قرار جمهوري لخريجي المعهد الوطني أسوة بخريجي الكليات العسكرية.
هذا كله طبعاً غير معقول ولا يصدقه عاقل ولكن عندما تأتي إلى المعهد كي تنجز معاملتك في استلام الشهادة ويقطع الطالب مسافات كبيرة قد تصل من محافظة إلى أخرى يبادرك الموظف المختص بعدم تعميد كشوفات النتائج من قبل العميدة ولن تستطيع استلامها إلا بعد التوقيع بالرغم من مضي أسابيع من إعلان النتائج وتعليقها على زجاج النوافذ المطلة على ساحة المعهد .
هل صاحبة الجلالة مقنعة بالدور الذي تقوم به ؟ أم أنها لا تعلم ماذا يحصل بداخل المعهد ؟ أم أن هناك عمداء آخرون غيرها يديرون المعهد ابتداء من القطراني ومروراً بشكري وانتهاء بخالد الأصبحي ؟ فالطلاب في المراحل التمهيدية والابتدائية يتم معاملته أفضل من طلاب الدبلوم في المعهد الوطني.
نرجوا من الدكتورة/ وهيبة فارع أن تعيد حساباتها و إعادة النظر في سياسة المعهد الوطني الذي يعتبر من أهم المؤسسات التعليمية في اليمن ، كونها المسئول الأول في المعهد ، كما يأمل منها أبناءها وبناتها الطلبة العمل على تحسين وتطوير الآليات المعمول بها حتى لا تصبح هذه المعاملة الروتينية مصدر قلق وتوجس لدى الكثير من الطلاب والخريجين من المعهد الوطني.
وفق الله صاحبة الجلالة لما فيه مصلحة أبناءها الطلبة ولما فيه تطوير العملية التعليمية في بلادنا لمواكبة التطورات الحديثة التي تعيشه الكثير من بلدان العالم.