عصام المطري التعليم يعج بالفساد عجاً، فالحرم الدراسي يشكو الفساد في ديوان عام الوزارة ومكاتب الفروع في الأمانة وبقية محافظات الجمهورية، ذلكم أنهم ينظرون إلى التعليم نظرة قاصرة منحطة والإستراتيجيات الوطنية العامة حبر على ورق وحبيسة الإدراج، فالتعليم ووضعه اليوم لا يسر صديقاً أو عدواً، فالمدارس في وادٍ والقيادات التعليمية والتربوية في وادٍ آخر، وهنالك تسرب من التعليم في المناطق النائية وفي المناطق المتقدمة المأهولة بالسكان، فوضع التعليم اليوم لم يعجبنا ولسنا راضين بهذا التعليم، فالطالب في الصف الخامس الأساسي لا يستطيع القراءة فضلاً عن الكتابة، فالتعليم هش ومتدني.
* وأنا ومن خلال هذا المنبر الحر أدعو القيادات التعليمية والتربوية العليا إلى عقد مؤتمر عن التعليم تفند فيه سلبيات التعليم، فأهم المشاكل التي يعاني منها والخطط والبرامج الذي يمكن أن يقوم عليها ذلك لأن التعليم مدخل من مداخل التنمية الشاملة المستدامة، فنريد تعليم يضطلع بمهامه في تنوير المجتمع ومحو الأمية الثقافية والإسراع في التخطيط للمجتمع لتسلم الريادة والقيادة في مجالات وميادين البناء والإعمار التنموي الشامل، فحظنا من التعليم كبير وهائل، وقد كانت الدافعية من التعليم سليمة وصائبة وكان التعليم في اليمن قوياً إبان المعلمين والمعلمات الأشقاء من جمهورية مصر الحبيبة وجمهورية السودان الشقيقة حيث كان التعليم قوياً ومركزاً وله خطط وبرامج كثيرة ومتنوعة حتى تمكنا من معانقة الإبداع والتألق واستطعنا أن نفهم التعليم فكنا نقرأ ونكتب من الصف الثاني أو الثالث الابتدائي وكانت هنالك الإذاعة المدرسية التي كانت تدفعنا دفعاً إلى تقديم المزيد.
* إن أجراس الخطر تدق لقاء التعليم المنحط الهابط فأبناؤنا الطلاب لا يجيدون القراءة ولا الكتابة وهم في ذلك الهم سواء، فنحن نسير في التعليم بدون خطط وبرامج، فالتعليم بين مطرقة الفساد وسندان التخبط، فالفساد يحيط بالعملية التعليمية والتربوية فثمة مدراء مدارس يسرقون مخصصات النشاط المدرسي ويسرقون رسوم التسجيل وهنالك معلمون ومعلمات لا يحضرون المدارس ولهم بدائل لا يجيدون أبجديات التربية والتعليم وليست لهم علاقة في التعليم، فمدير المدرسة يأخذ النصف والمدرس يأخذ النصف الآخر من أجل أن تسوى الدرجة الوظيفية، فهذا حرام احتيال على الدولة، فكيف لنا أن نكافح مثل هذه الظواهر السيئة والسلبية.
* إننا أمام تعليم هابط ومنحط لا يقدم أية خدمة للمجتمع الذي يعيش فيه، فالمدرسة التي من المفترض أن تكون قلعة إشعاع وتنوير لا تقوم بأي عمل، وهذا ما يدعونا إلى سرعة تأهيل وتدريب القيادات والكوادر التعليمية والتربوية المشرفة على المدارس من مدراء ومديرات ووكلاء ووكيلات من أجل تطوير العملية التعليمية والتربوية وتطهير التعليم من الفساد، فأين هيئة مكافحة الفساد من التعليم؟
* وفي الأخير نرجوا من القيادات التربوية والتعليمية العليا الدعوة إلى مؤتمر للتعليم تعالج فيه قضايا الفساد وقضايا التدني التربوي والتعليمي من أجل العطاء في الحرم الدراسي الذي بات يتلوث في أكثر من موضع والله حسبنا ونعم الوكيل.
