بندر محمد دغيش
تسعى بلادنا جاهدة للتخلص والقضاء على العديد من الظواهر السلبية التي فرضت نفسها على مجتمعنا سواء في الريف أو المدينة ومنها على سبيل المثال الثأر والتعصب القبلي الاختطافات وغلاء المهور وظاهرة عمالة الأطفال وعدم تدريس الفتاة والعديد من المظاهر السلبية التي سادت هذا المجتمع بالإضافة أيضاً إلى الزواج المبكر والنزوح المستمر إلى المدن وإهمال الزراعة وإخلاء الأرياف من الأيادي الشابة القادرة على الزراعة واستصلاح الأراضي، وكل هذا الخليط من المظاهر السلبية.
تتحمل وزارة الثقافة في كل بلدان العالم مسؤولية تخليص المجتمعات من كل تلك الظواهر السلبية وذلك من خلال تنفيذها لعدة وسائل وإجراءات وواجبات هي من صميم اختصاصها أم أن وزارة الثقافة لم تؤسس ولم تنشأ إلا لسكان المدن؟
تتحمل وزارة الثقافة بكل هيئاتها وقطاعاتها المسؤولية الكاملة في محاربة بل والقضاء على "الأمية" الثقافية المخيفة التي ما زالت مستوطنة هذه المجتمعات من العصور البائدة.
وما هو معروف عن وزارة الثقافة اليوم أن جل اهتمامها يتركز ومحصور على المشاركات الخارجية وتعريف العالم بأساسيات رقصة البرع والرقص الشعبي ومعارض الكتاب هذا الكتاب الذي لم يعرف له طريقاً إلى الأرياف والقرى.
أما بعد:
فمن هنا يطيب لي أن أتوجه إلى معالي وزير الثقافة بسؤال عن مصير البرنامج الوطني للمكتبات الذي نوقش في مجلس الوزراء وتم إحالته إلى لجنة وزارية لدراسته وإلى اليوم لم نسمع عنه خبراً..؟
سيدي الوزير هل تقدر ماذا يعني هذا البرنامج من أهمية؟ أتحدث بهذه الثقة سيدي لأني أتيحت لي الفرصة للجلوس مع معد ومنسق عام البرنامج الأستاذ/ نجيب الصلوي الذي ظن الخير في أن هذا البرنامج سوف يحظى باهتمام غير عادي وهذا ما كان يجب أن يكون نظراً للأهمية البالغة للأهداف النبيلة التي كان يهدف إليها هذا الرجل عند تفكيره بهذا البرنامج.
الفكرة باختصار معالي الوزير تتلخص في:
التوسع الأفقي في إيجاد المكتبات العامة في مراكز وعزل ونواحي وقرى "21" محافظة وبمعدل "10.6" مكتبات عامة في المحافظة الواحدة أي إنشاء "220" مكتبة في جميع محافظات الجمهورية كمرحلة أولى أ و قد نكتفي بنصف العدد بحيث تليها مراحل أخرى.
الفكرة ليست صعبة التحقيق إذا ما تكاتفت جهود وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب ووزارة التخطيط والمجالس المحلية في المحافظات والمديريات أيضاً وزارة الإدارة المحلية.<