كروان عبد الهادي الشرجبي
فتاة حلوة ذكية راهن كثيرون على زواجها بسرعة ومن رجل ليس عادياً لفرط جاذبيتها وجمالها وكذلك تفوقها في دراستها. فقد كانت الأولى دائماً على دفعتها على مدى سنوات دراستها الخمس.
هذه الفتاة تحولت إلى بضاعة مكدسة مهملة في مستودع أسرتها نتيجة ثرثرة نسائية فقد شارفت على الأربعين من عمرها وهي لم تزل هاربة من الناس. حكايتها بدأت من شرارة أطلقتها جارة لها في إحدى الجلسات وما لبثت الشرارة أن أتت على سمعتها وحياتها. فقد قصدت من وراء روايتها تلك لفت الانتباه إليها وأثارت فضول النسوة المحلقات حولها وكان لها ما أرادت مما أن تلفظت تلك الجارة باسم الفتاة حتى وضعن فنجان القهوة جانباً ليستمعن ما ستنقله على لسان أبنها فقد صادفها تجلس مع شاب في سيارة في منطقة بعيدة مع شهقة الاستغراب ابتلعت الجارات ريقهن ليعلقن بصوت واحد " يا ما تحت السواهي دواهي" فراحت كل واحدة تشكر الله الذي وهبها ابنة مثالية لا يمكن أن تأتي بما لا يليق من سلوك وتحولت تلك الفتاة المسكينة إلى مضغة في أفواههن، وطبعاً وصل الكلام إلى والدتها التي بدورها أخبرت أباها وهذا الأخير قام بعمل اللازم تجاه تلك الفتاة المسكينة مرت أيام فقرر الأخ الأكبر الإمساك بابن تلك الجارة وسؤاله عما إذا كان يعرف ذلك الشاب الذي كانت شقيقته بصحبته. وهنا كانت المفاجأة فقد أقسم الشاب أنه لم يرها ولم يتحدث عنها أبداً وكيف سيميزها وهو حتى لا يعرف وجهها هنا تأكد للأسرة أبنتهم وقعت ضحية لثرثرة نساء.
صحيح أن النساء يحببن الكلام لغرض الكلام ولكن حين يتكلمن يجب أن يراعين أن بعض من حكايتهن الملفقة قد نفتك بسمعة أناس لا ذنب لهم سوى أن أسماءهم جاءت على خاطرهن.
فبعض النساء لا يستطعن العيش دون أن يخضن في سير الآخرين ويا ليت الكلام دائماً صحيحاً بل هو كلام لإيذاء الناس والإضرار بسمعتهم.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM