;

كذبة ابريل .. وقرارات القمم العربية 873

2009-04-06 04:13:04

شكري عبدالغني الزعيتري

في كل قمة عربية لجامعة الدول العربية تنعقد فأن الشعوب العربية لا تتوقع أن ينتج عن انعقادها وتجاه أي شأن من شئون الأمة العربية شئ يكون فيه المصلحة للأمة وبما يصل إلى مستوى طموح الشعوب العربية لأنهم يأسوا لما لمسوه ولما كان يخرج به الزعماء العرب بعد انعقاد كل قمة عربية من الخزي وخيبة الآمال .. وكانوا يشهدون ما يلحق من فشل ذريع يتبع كل اجتماع قمة بصدور قرارات ضعيفة وهزيلة لا تكون عند آمال وطموحات الأمة العربية المأمولة من وراء انعقاد كل قمة عربية تعقد . إذ كانوا يتابعون ويراقبون بشغف وما يجدونه سوى عدم التنفيذ للقرارات التي تصدر وعدم العمل بالتوصيات التي تخرج بها كل قمة عربية عقدت رغم انه يكون فيها من الضعف والهزال ومظاهر الوهن الواضح .. وحين تم استئناف انعقاد القمم العربية للجامعة بعد أن كانت قد توقفت لفترة طويلة من الزمن وقد جاء استئناف انعقاد القمم العربية في العقد الأخير من القرن الماضي في أول اجتماع القمة والتي كانت الأولي بعد التوقف وبناء علي اقتراح بعض القادة العرب بضرورة الانعقاد السنوي كما اقترح بعض قادة آخرين أن يكون انعقاد كل قمة سنوية مستقبلية في نهاية شهر مارس من كل عام . وعليه وفي التاريخ المحدد من شهر مارس ولكل عام يتوافد رؤوسا الدول العربية إلي البلد العربي الذي تقرر الاجتماع فيه ويذهب كل ملك وكل رئيس دولة عربية وبصحبته وفد رفيع المستوى يصطحبه معه ومن بلده ويتجمع الرؤساء والملوك العرب وحين نشاهد نحن هذا التجمع الذي يحتشد ونتابعهم عبر القنوات الفضائية ونقول في أنفسنا ( ولله درهم ) .. أو كما يقول المثل كناية عن القوة ( يرحم الله مقاتليهم ما سيفعلون اسود اجتمعت ) .. وإذ بهم يوم اجتماعهم يجلسون حول الطاولة المستديرة وكلا يلقي خطابه الذي كثيرا ما يحمل الكلمات الرنانة الطنانه حتى أننا نصدقها أحيانا ويريد كلا منهم أن يثبت للأمة بأنه الاحرص علي مصالحها .. وقبلها يلتقون في اجتماعات ثنائية كلا مع حبيبة ومصلحته للتنسيق لأعمال وتقارب ثنائي خارج عمل القمة . وإذ قد كان في نهاية الشهر الماضي مارس 2009م انعقاد القمة لجامعة الدول العربية في الدوحة عاصمة دولة قطر والتي ضمت الرؤساء والملوك للدول العربية وناقشوا ما ناقشوه واقروا بقرارات ما اقروه .. وأوصوا بتوصيات ما أوصوه كسائر ما جرى في القمم السابقة .. إلا أنه في هذه القمة زاد عليها ما سمي بمصالحة ( الصبيان) .. وبعد الانتهاء ليلة الاجتماع سرعان ما عاد كلا إلى بلده ليحكم شعبة ووطنه . فمنهم من يحكمهم بالحيلة .. وآخرين بالحديد والنار .. وآخرين بوهم ديمقراطية (الخديعة) لإيهام الناس بأنه علي الشرعية في بقائه في الحكم وشرعية حكمة ... ومنهم بإعلان حالة الطوارئ .. ومنهم بتعديل الدستور .. الخ . وبالأمس تساءلت في نفسي وسألت نفس السؤال الذي يثار في الذهن بعد انتهاء انعقاد كل قمة عربية لآخرين : أين القرارات وأين تنفيذها ..؟ . وأين التوصيات وأين العمل بها ..؟ نري (لا شئ يذكر) . إذ أصبح ما كان لم يكن وما اللقاء للزعماء إلا مجرد اجتماع وكلام وبيانات وكلمات طنانه كما كل سنة ماضية ..؟ ونتسأل : كيف هذا لا شي ينفذ لقرارات وتوصيات أهي مجرد كذبة ..؟ وإذ بي سرعان ما القي الجواب هذه المرة إذ أجاب علي احد الحاشية من الأبواق المدافعة عن الحكام العرب وبصوت لين وناعم ويغمره الابتسامة : نعم اعتبرها كذبة وما القرارات والتوصيات إلا (كذبة ابريل ) .. ؟ ويواصل حديثة لي بقوله : يا حاذق وإلا لماذا قرروا الزعماء الملوك والرؤساء العرب أن يكون انعقاد اجتماع كل قمة عربية في نهاية شهر مارس من كل عام . لان بعده يدخل شهر ابريل وفية أول يوم مسموح الكذب وتسمي بما تعارف علية شعوب العرب وتقليدا ( بكذبة ابريل ) وفي هذا اليوم الأول من شهر ابريل لا احد يحاسب احد علي الكذب . فما اخذ تقليدا وتعارف به للشعوب في أول يوم من شهر ابريل فانه يكون من حق الرؤساء والملوك أن يتمتعوا به كامتياز و كسائر شعوبهم أو ليس هم مواطنين ومن جملة شعوبهم ولهم الحقوق ما لشعوبهم ..؟ فقلت ( بلا ) . فقال البوق المدافع : إذن فلا عتب عليهم أن كذبوا في هذا اليوم . فرديت علية بالقول : ولكن الشريعة الإسلامية لم تقر الكذب في أي يوم من أيام العام . فرد علي البوق المدافع : ولكن تعارف علية بين الناس ومقتنعون بشي اسمه (كذبة ابريل ) ويسمحون به . فقلت : هكذا إذن تم اختيار موعد انعقاد القمم العربية في نهاية شهر مارس من كل عام وقلت في نفسي الآن عرفت سبب اختيار هذا التاريخ . وبعدها صمت لبرهة من الزمن ومن ثم واصلت حديثي للبوق المدافع بالقول : إذن ما ضر أن تكون القرارات والتوصيات لكل قمة كذبة . لان الجامعة العربية هي ذاتها كذبة علي الشعوب والأمة العربية وطموحاتها . أساسا فكرة إنشاء جامعة الدول العربية كانت فقط لامتصاص رغبة الشعوب العربية الجامحة في تحقيق الوحدة العربية (جغرافيا وسياسيا واقتصاديا ) ومطالبتهم بذلك حين طغت القومية لعربية وسيطرت علي عقول الأمة العربية بعد زوال الدولة والخلافة العثمانية وقيام الثورة العربية الكبرى في عام 1916م .. ولذلك تم إنشاء الجامعة لتكون تنظيم جامع لسياسات تتفرق كثيرا .. وقليلا ما تجتمع وتتفق .. إذن يصح أن نقول طبيعي أن تفشل القمم العربية المنعقدة لان أساس منبع فكرة إنشاء جامعة الدول العربية عام 1945م (هم قادة أوروبا الغربية ) . وكان إنشاءها بإيعاز وتشجيع من دول غربية كبري في تلك الفترة وهي (بريطانيا وفرنسا وأمريكا ) وكان الهدف من إنشاءها تجميع الدول العربية في تنظيم واحد حتى يسهل الإمساك بزمامه وتوجيهه الوجهة التي يريد المحتل الأجنبي بعد رحيله عسكريا ومنح الاستقلال للشعوب العربية وعندما رأي ضرورة أنها الاستعمار من خلال التواجد العسكري في تلك فذهبوا للتخطيط بان ابتكروا للمستقبل ما يضمن أن تظل الدول العربية وقياداتها تحت تبعية سياسية واقتصادية للمستعمر بعد جلائه ومنح الاستقلال للبلدان العربية المستعمرة . وقد كان صاحب فكرة إنشاء جامعة الدول العربية هو الانجليزي (( ايدن )).<

Shukri_alzoatree@yahoo.com 

  

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد