كمال البعداني
مما لا شك فيه أن بلادنا تمر بمنعطفات خطيرة اقتصادياً وسياسياً، غير أن الشيء الأخطر الذي يهدد مجتمعنا وبلادنا بصفة عامة هو محاولة النيل من ثوابتنا الدينية والوطنية تحت مبرر ما يسمى بحرية التعبير. .
ولقد كانت دهشتي كبيرة وأنا أطالع مقال ل"مروان الغفوري" نشرته إحدى الصحف الأسبوعية الأسبوع الماضي تحت عنوان "زواج الصغيرات أم الخبائث"، وقد تخيلت في البداية أن الكاتب طالما وقد عنون مقاله بهذا العنوان فإنه سيتناول هذا الموضوع بالموافقة أو الرفض في سياق ديني مستخدماً الأدلة الشرعية في توضيح حجته، غير أنني فوجئت بأن هذا الكاتب قد تقيأ بألفاظ ضد علماء اليمن ومشائخ القبائل وأبناء اليمن عموماً فأرجو من القارئ أن يتابع معي. .
ما قاله هذا الرويبض في مقاله لقد قال "يرفض فكرة تحديد سن الزواج بالنسبة للمرأة طائفتان كبيرتان في اليمن مشائخ الدين ومشائخ القبائل بالنسبة لمشائخ الدين ولفئة كبيرة منهم تعد ممارسة الجنس مع الصغيرات بروفات حية لنعيم الجنة، وبالنسبة لمشائخ القبائل فالصغيرات هن رهائن يكفلن استمرار المعركة، معارك الثأر والثأر المضاد أو انتهائها في ظل غياب لسلطة الدولة خارج المدن. .
أي أن الزواج بمن يسميها طفلة من "وجهة نظره" قبلياً يشبه حالة الرهائن لدى النظام الإمامي البائد"، ولكن لعل القارئ يقول ما هو وجه الشبه في الحالتين؟. .
لقد بين الكاتب وجه الشبه من وجهة نظره فقال: "لقد كان عكفة الإمام ينتهكون أعراض الأطفال الذكور الرهائن، بينما تواطأ المجتمع الرعوي بعد ذلك على تكريس ثقافة الرهينة الفتاة، ولذلك فقد فعل السادة الجدد بالرهينة الفتاة ما فعله السادة القدامى ذوو البنادق الخشبية في قلعة القاهرة بالرهينة الفتى، وكلاهما مارس الجنس مع طفل مختطف وفي الحالتين كان الاختطاف برضا الوالدين أو تواطؤ جميع الأطراف". .
هكذا يقول الكاتب بأن كل من كان رهينة عند الأئمة من آل حميد الدين فإن عكفة الإمام قد مارسوا معه الجنس، واتهم مشائخ القبائل وأبناء القبائل بأنهم يتخذون من صغيرات السن من بناتهم رهائن عند بعضهم البعض باسم الزواج، وما ذاك عند مشائخ القبائل إلا نتائج إضطرابات نفسية وسلوكية ينتج عنه نزوع شديد لممارسة الجنس مع الأطفال، فهل رأيتم أي مرحلة من الانحطاط الأخلاقي التي وصلت إليها حرية الصحافة في بلادنا؟. .
نقول لهذا الكاتب إن أولئك الرهائن في ذلك الوقت كانوا أبناء صفوة المجتمع اليمني، وهم الذين شقوا دروب الحرية للأجيال اللاحقة، فهل نجازيهم بهذا الكلام؟ وهل فعلاً كان الأئمة من آل حميد الدين لا لهم إلا أخذ الرهائن من أبناء المشائخ من كافة أنحاء اليمن لممارسة الجنس معهم وانتهاك أعراضهم؟. .
إننا مهما اختلفنا مع آل حميد الدين إلا أننا بأي حال من الأحوال لا يمكن أن نتهمهم بهذا الإتهام البذيء، وهل كان أجدادنا من العساكر عند الأئمة لا هم لهم أيضاً إلا ممارسة الجنس مع الرهائن من أولاد المشائخ؟ " كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا". .
إن هذا الكاتب وأمثاله يمارسون مبدأ الرئيس بوش الذي قال "من لم يكن معنا فهو ضدنا"، وهكذا لمجرد أن العلماء في بلادنا بينوا رأي الشرع في هذا الموضوع فقد تعرضوا لأقذع الكلمات وأضافوا عليهم بأثر رجعي آباءنا الذين كانوا رهائن عند الأئمة والذين هم في الواقع آباء للكثير من المسؤولين والوجاهات الاجتماعية في بلادنا، لا أيها السادة الأمر أكبر من ذلك الأمر أكبر من تحديد سن الزواج إنها الحرية المطلقة التي ينادي بها الغرب وأذنابه.
هذه الحرية هي التي أوصلت صدام حسين إلى حبل المشنقة، وهي التي أنتجت المأساة الاخلاقية في سجن أبو غريب، وأظهرت ثقافة البرتقالة في العراق، وهي التي أظهرت أيضاً المأساة الأخلاقية في جوانتامو.
تحت هذه الحرية نستهدف اليوم في ثوابتنا الدينية والوطنية، وفي نسيجنا الإجتماعي ورموزنا الوطنية لذلك فإنني هنا أخاطب الأخ رئيس الجمهورية والأخوة رئيس وأعضاء الحكومة والإخوة رئيس وأعضاء مجلسي النواب والشورى والأخوة العلماء الأفاضل والأخوة مشائخ القبائل وجميع أبناء اليمن وأقول لهم هل أجدادكم مجموعة من الشواذ جنسياً كما قال الكاتب؟ وهل هذه هي الحرية الصحفية التي يطالب بها بعض المرتبطين مع المنظمات والسفارات الأجنبية؟ هل يرضيكم هذا؟ إننا سوف نحملكم الحجة أمام الله والتاريخ إذا استمر سكوتكم على هذه الحال، إنها صرخة نذير وإستغاثة غريق وجد نفسه وقومه وسط العباب تتقاذف سفينتهم الأمواج في بحر الظلمات، فهو يصرخ في قومه صراخاً ربما انزعج له القليلون ولكنه يخاطب الكثيرين، خلصوا أنفسكم من الغرق، أنقذوا ما تستطيعون إنقاذه حتى لا تغرق السفينة، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد. <