;

لنبدأ حياة جديدة 867

2009-04-08 03:30:27

محمد أمين الداهية

أحياناً يجد الإنسان نفسه حائراً يعيش عالماً آخر غير الذي كان يعيشه يحاول الهروب من واقعه الجديد لكن دون جدوى، فحياته الجديدة جاءت كبداية لمرحلة الآلام والأحزان والندب والندم يحاول جاهداً أن يتغلب على عواطفه ليعيش حياته المعتادة، لكن الصدمة التي تلقاها أقوى بكثير من محاولاته وإرادته التي انهارت بسبب الخيانة التي لم يكن يتوقعها، فعندما تعتري الإنسان الثقة العارمة التي لا تتزعزع ولا تتأثر أبداً تجاه أحد أصدقائه أو أحبابه فمن حبه الشديد لصديقه يرى كل شيء فيه إيجابياً، فيرى بسمته وسعادته حديقة من الأزهار الفاخرة النادرة الوجود، ويرى ضيفاً صديقه جحيماً يجب عليه تخليصه منه حتى لو كلف الأمر أن يحل محله في ذلك الجحيم، إنه الوفاء والحب الصادق الذي لا يرتبط بمصالح معينة لا تأتي إلا بالخداع والتضليل والكذب المدعوم بالمجاملة، فعندما تعطي صديقك هذا قلبك وأحاسيسك ومشاعرك وتفضله على نفسك وتضحي وتخسر كل شيء بما في ذلك أهلك وأصدقاءك الآخرين من أجله ثم تتفاجأ بأن هذا الصديق قد باعك وتخلى عنك وما تلك اللحظات الجميلة التي أنت تعتبرها من أجمل اللحظات والأيام التي لن تنساها أبداً بحلوها ومرها والذي أصبح عندك أفضل من كل ذكرى جميلة، فعندما تجد أن صديقك قد خانك وتلاعب بعواطفك طوال فترة صداقتكم، أليست هذه بكارثة تظل حسراتها تخترق فؤادك وعقلك بل وحياتك؟ الكثير من الناس بمختلف الفئات والأعمار يشكون ألم الخيانة والغدر وبالتحديد من أعز الناس فمنهم من يصاب بالإكتئات والحالات النفسية الأخرى ومنهم من تنعدم عنده الثقة ومنهم من يرى ويقتنع أنه فاشل في حياته وعلاقته مع الآخرين، الكثير من المشاكل الصحية والنفسية تنجم عن حالات الخيانة والغدر، وغالباً ما يكون الطرفان أو الصديقان على اقتناع تام بأن الخيانة جاءت من الطرف الآخر، ولو جئنا للحقيقة إنه لا يوجد خيانة بمعناها الحقيقي وإنما سوء تفاهم افتقد الصراحة والمواجهة واكتفى الطرفان بالهجر والمقاطعة المهم أننا يجب أن نتعلم من الحياة وأن لا نضعف تجاه مواقف الخيانة والغدر، الإنسان يظل يتعلم حتى آخر عمره والحياة مليئة بالمفاجئات فلذا يجب علينا تغليب العقل والمنطق على العاطفة، صحيح أن ذلك صعب لكن إرادتنا وعزة أنفسنا تجبرنا أن نكون الأقوى وأن نجعل من مثل هذه المواقف محطات تجارب نستفيد منها ولنعرف أن من يستصغر حبنا ووفاءنا لا يستحق أن نذرف من أجله دموعنا ومن أجل أن نبدأ حياة جديدة.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد