عبدالمجيد السامعي
إن إقبال الإنسان على أي أمر من الأمور يكون فيه طاعة لله هو أمر الله، ويعد ذلك الأمر أنواع: نوع للبشر فيه تقنيات، ونوع ليس للبشر فيه تقنيات، فالأنواع الذي ليس للبشر فيه تقنيات نسميها أمور تعبدية، والنوع الذي للبشر فيه تقنينات كالأمور التي تحقق مصالح الفرد ومصالح الأسرة ومصالح المجتمع ومصالح الثقافي كل هذه المصالح لنا حرية البحث والنقد في أن تأتي بأي تقنين من القرآن.
ثم نقارنه بأي تقنين، ومهما علا التقنين البشري فإنه يقنن على مدى علم المقنن، وبعد ذلك نضطر أن نعدل ونبدل بين الفينة والأخرى.
ولكن حين يكون المقنن هو الحق سبحانه وتعالى الذي لا تخفى عليه خافية، فإنه يصل إلى منتهى الكمال فيما يريد، ولذلك إذا جئت بأي قانون وقرآن تطوره والتعديلات التي طرأت عليه من المقننين البشريين وجدت أي تقنين يرتقي باقتراب وجهة الإسلام، فما دام الأمر كذلك فإنه على المسلم أن يستقبل قضية الأحكام وقضية إسلامه لمنهج ربه بتوثيق ما صدر عن الله ويكون عمله أن يقول: أقال الله ذلك؟ أقال رسول الله ذلك؟ فقط وبعد ذلك يقبل على الأمر، فإذا كان الأمر عبادياً فلا يحاول أن يفهم علته؛ لأن فهم العلة يفسد عبادته، فلو أنك اقنعت واحداً بمسألة من المسائل، لو أن وثنياً جاء ليقنعك بعله أمر من الأمور، فلو أن كل أمر يتطلب نقتنع بحكمته فذلك يفسد معنى العبودية، إنما العبودية أن تأخذ الأمور من الله بعد أن وثقه وأن نثق تمام الثقة في أن ذلك أحكم ما يوجه في هذا الموضوع وبعد ذلك إذا قبلت على أمر بهذه النية تكون قد أخذت قمة العبودية لله، وبعد ذلك قد يطلعك الله في ذات نفسك وعن أسرار أحكامه، ويقيض عليك إشراقات عظيمة في حياتك تجعلك قريب من الله في جميع تصرفاتك وسكناتك.