سالم علي بن حلبوب
وادي دبسان أشهر الأودية في بلاد القطييي ردفان كان مولد الفقيد المناضل بالليل بن راجح لبوزة في دبسان وشهدت طفولته بطولات سجلها الآباء والأجداد تحدث عنها عدوهم معترفاً لهم بالشجاعة والإقدام ووصف أعمالهم بالبطولات النادرة وإنهم قد أرهقوا وأنهكوا سلاح الجو الملكي البريطاني الذي شن عليهم الغارات الجوية دون أن ينال منهم شيئاً ولقد كان وصف هارولد انجر أمس في كتابه "العربية والجزر" أول من أطلق على أبناء ردفان "الذئاب الحمر" ولما كانت مشاركتي في ندوة الثورة اليمنية بجزئها الرابع تعز "النضال الوطني" والمنعقدة في 26/9/2005م بمركز السعيد للعلوم والثقافة بمدينة تعز فقد تحدثت عن فقيدنا بالليل راجح لبوزة في ورقتي المقدمة للندوة والمنشورة على (ص388) من الكتاب الذي صدر عن أعمال الندوة من دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة وكان النص كما يلي: عندما سقط الشيخ راجح لبوزة شهيداً في يوم 14 أكتوبر 1963م ودفن في اليوم التالي 15 أكتوبر 1963م ظهر وبرز نجله الشيخ بالليل بن راجح بن غالب لبوزة مخاطباً الأحرار ومرسلاً إليهم الرسل عاقداً العزم والسير على نفس خطى ونهج والده، وتبين لنا صورة الرسالة الموجهة من الشيخ بالليل راجح وتاريخ الرسالة هو يوم 15 أكتوبر 1963م وهو نفس اليوم الذي ورى فيه جثمان الشهيد الثرى وربطت القضية بالموقف القبلي وبالعادات والتقاليد التي جرت عليها العادة بين يافع وردفان منذ القدم، وعلى ضوء هذه الرسالة الموجهة للسلطان محمد بن عيدروس العفيفي الذي وجه بدوره نائبة في يافع محسن حمود والذي هو الآخر استدعى مشائخ يافع ووجهوا بصلح بينهم وبين أبناء ردفان وفتحت لهم منطقة يافع طالما وثورتهم قائمة ضد المستعمر وهذا ما بنى عليه مشائخ يافع موقفهم بصلحهم القبلي ويظهر ذلك من خلال التقرير البريطاني للفترة من 16/10/1963م إلى 28/12/1963م الذي ذكر محسن حمود باسمه وشخصه حول الموضوع ذاته وورد في برقية المندوب السامي البريطاني لوزير المستعمرات بتاريخ 27/12/1963م برقم (497) (20): فإذا كان ما تم الإدعاء به بأن الشهيد راجح ينتمي إلى تنظيم فمن الأولى التخاطب مع التنظيم وليس مع السلطان محمد عيدروس العفيفي ولم تمض سوى ثلاثة أشهر حتى سمعت الأفعال والأعمال البطولية للشيخ بالليل بن راجح التي كانت مزعجة للدوائر الاستعمارية وقد سبقت أفعاله قبل اسمه كما يوضح لنا منشور وزير الأمن الداخلي المحرر في 30/1/1964م.
ووصفته أيضاً في الجزء السادس الخاص بحصار السبعين يوماً للعاصمة صنعاء لقد كانت معرفتي للمناضل بالليل راجح لبوزة في البيت الأبيض كما كان يطلق عليه الثوار وهو سكن وفرته قيادة الجبهة القومية للمقاتلين من أبناء ردفان بالقرب من مقرها الكائن بحارة المستشفى بتعز وكان القادمون من جبهات القتال كمراجعين للقيادة العليا أو مرافقين للجرحى القادمين من أرض المعركة والذين كان يموت معظمهم نتيجة لبعد المسافة بين أرض المعركة ومدينة تعز كانوا يسكنون في "البيت الأبيض" كما كانوا يطلقون عليه لقد شارك المناضلون من الجبهة القومية بأول استعراض لهم بميدان الشهداء بتعز وذلك بمناسبة العيد الثالث لثورة 26 سبتمبر 1962م وكان راعي الحفل المشير عبدالله السلال رئيس الجمهورية والفريق عبدالمحسن كامل مرتجي قائد القوات العربية باليمن.