عبدالباسط الشميري
فيما مضى من الوقت أو خلال الأيام القليلة الماضية والحديث الإعلامي ينصب على تعز المحافظة تعز الثقافة تعز الريادة تعز الحب ويتناسى الجميع وفي غمرة الحديث أن مدينة تعز تختلف اختلافاً كلياً عن محافظات اليمن ولا تتميز عن باقي المحافظات إلا في عطشها ثم لماذا؟ وهذا ما سأحاول إيضاحه من خلال هذه السطور المتواضعة أقول تركيز الكثير من الكتاب وعدد كبير من الصحف على هذه المحافظة لا يأتي من فراغ لكن بل هو نابع من ثقافة وأد كل شيء جميل هنا أو هناك لا أقل ولا أكثر تابعت كغيري بعض الكتابات وأستأت حقيقة لتناولات البعض لكن أقولها وبالفم المليان يكفي تعز شرفاً ورفعة أنها استطاعت توقيف أحد أصحاب الحصانة عضو مجلس نيابي للمسألة إن كان مذنباً فلا بد أن ينال العقاب العادل، وإن كان بريئاً فسوف يطلق سراحه معززاً مكرماً ولن يمس له طرف أقول يحدث مثل هذا في وقت يطلق أحد المواطنين من أبناء محافظة "س" النار قبل أيام على طفلين في وسط العاصمة صنعاء بل في أرقى حي من أحياء صنعاء حده فيقتل أحدهم ويصيب الآخر بجروح خطيرة ويفر الجاني ويلجأ إلى أحد المشائخ وتأمر المحكمة والنيابة وكل أجهزة الدولة بالقبض على الجاني كونه أطلق النار ومن أجل ماذا؟ من أجل كلب قذفه الطفل بحجر يا لهول الكارثة كلب نعم كلب فتعجز كل أجهزة وسلطات الدولة عن إحضار الجاني وإنزال العقاب به لارتكابه جريمة قتل إنسان وبدم بارد، أقول هذا وأنا بريء وإخواني أيضاً أهل تعز من المناطقية أو الطائفية كما أنني لا أرجو من هذا المقال لا مصلحة ولا منفعة لكن هو من باب توضيح الحقيقة ولجم الأفواه التي تزايد أو تتطاول على تعز وأبناء تعز هذا في الوقت الذي اعترف وأبصم بالعشر بأن لدينا بعض الشخوص ممن ينتمون لهذه المحافظة الرائدة من يحاول أن يزايد مثله مثل أقرانه من أبناء المحافظات الأخرى ولا ضير في ذلك طالما والجميع قد خاض في الحديث وارعد وأزبد لكن ورغم ذلك أعود فأذكر نفسي وأخواني بأن مثل هذه الأقاويل والأحاديث التي لا تنهش في عضد وجسد الدولة اليمنية الحديثة هي أمراض فتاكة وخطيرة وستقودنا والوطن إلى مزالق خطيرة وخطيرة جداً وينبغي أن لا تأخذ البعض العزة بالأثم فيتحول الحديث والقول إلى عصبية أو قبلية أو مناطقية ننحو بالخطاب الإعلامي وإلى هكذا منزلق ثم إذا كان هذا هو حال المثقف وحملة الأقلام فكيف بالجاهل؟ كيف بالمواطن المسكين؟ كيف بمن يرى في انتمائه القبلي مقدماً على انتمائه الوطني؟ كيف بمن جبل على ثقافة أسرية والأمر منوطاً بنا لإخراجه من أسر هكذا ثقافة لا أن نكرسها ونعزز من حضورها في الوعي والفكر أن وسائل الإعلام مدعوة لمحاربة ومواجهة هكذا أفكار ودعاوى كيدية مضللة ثم أن على الحكومة وأجهزتها المعنية أن تقف وبقوة لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي وتطبيق سيادة القانون على الكبير والصغير والشيخ والقبيلي والمواطن والعسكري والضعيف والقوي وبدون ذلك لن تقوم لها قائمة بل ستجد غداً من يدعو إلى بعث واستحضار سيادة القرية أو القبيلة أو المنطقة أو المشيخة أو خلاف ذلك وعندها لن يكون بوسع أحد الوقوف بوجه هذا الخطاب المتطرف أو العصبية طالما ونحن نغض الطرف عما هو أسوأ ونتناسى أو نتغافل بقصد أو بدون قصد عن مخاطر وتبعات مثل هكذا تعاطي ولكن في الختام تبقى تعز العز هي الحب الأول والأخير والحضن الدافيء لكل أبناء الوطن اليمني من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ..وللحديث بقية.
abastt @ hotmail.com