محمد أمين الداهية
في ظل المشهد القائم والتحديات الراهنة التي يواجهها الوطن أرضاً وإنسانأً وفي ظل العمليات الإرهابية التي ينفذها أطفال وشباب كانوا ضحايا تفكك وإهمال أسري ومجتمعي مما أدى إلى أن يكونوا لقمة سائغة لأعداء الوطن، وطالما أن أغلب العمليات الإرهابية يقوم بها أطفال لم يتجاوزوا الثامنة عشر من عمرهم تزيد أعمارهم أو تنقص قليلاً فما دام الأمر كذلك من يمكننا أن نحمل مسؤولية تلك الأعمال التي يقوم بها أطفال مغرر بهم؟ ومن نحمل مسؤولية أولئك الأطفال؟ هل يمكننا القول بأن الفقر هو أحد الأسباب كما يقول البعض، أم أن البطالة لها دوراً في ذلك كما يرى البعض الآخر؟ أم إن الحقيقة هي غياب الوعي الأسري والمجتمعي وإهمال متابعة ومراقبة تصرفات الأبناء وأين يذهبون؟ وما هي أسباب التغيرات التي تطرأ على حياتهم؟ هناك آراء خطيرة جداً لا يمكن أن ندعها تمر مرور الكرام، هناك من يقول هذه تربية المساجد ومجالسة المطاوعة، كلام أحمق خطير جداً فخطأ تماماً ويجب عليه أن يتقي الله في نفسه والآخرين، الأطفال اليوم في أمس الحاجة إلى ترويضهم على المساجد وحب بيوت الله والعلم الذي يستقيه الطفل منها، فبمتابعة الأسرة لطفلها والإشراف المباشر والمستمر عليه وتوليد الحب لديه تجاه المساجد ومعلمي القرآن وعلوم الدين فذلك يصنع جيلاً سليماً تعجز العقول الماكرة من أن تؤثر عليه وبذلك نضمن مستقبلاً أفضل ومجتمعاً خالٍ من مظاهر العنف والإرهاب، إن أولئك الأطفال والشباب الذين ينهون حياتهم بعمليات إرهابية أرى أن مسؤولية ذلك تعود على الأسرة بالدرجة الأولى والمجتمع والبيئة المحيطة بالدرجة الثانية، فلو كان هناك اهتمام ومتابعة بمسؤولية من قبل الأسرة لطفلها وتحركاته بالتأكيد لكان أولئك الأطفال والشباب من خيرة ما يخدم المجتمع والوطن عموماًَ، على كل أب وأم ومسؤول على رعاية أطفال أن يتقي الله وأن يكون نعم الراعي الأمين، وأن لا يجعل من مشاغل الدنيا وهمومها أموراً تلهيه عن الأمانة التي بين يديه، على وسائل الإعلام أن تجعل شغلها الشاغل كيف تنجح في خلق وعي مجتمعي تجاه ظاهرة الإرهاب والأبرياء من الأطفال الذين يكونون ضحايا إهمال أسري ومجتمعي الكل مسؤول سواءً كانت الأسرة أم المجتمع وكذلك وسائل الإعلام والمساجد مأوى آمن لخلق وعي مجتمعي.