بندر محمد دغيش
الوطن، المواطنة، الوطنية، المواطنون، كل هذه مسميات واصطلاحات تعلم الفرد معنى كلمة وطن، الوطن ذلك الجزء من الأرض الذي نستوطنه ونعيش فوق أراضيه ونستنشق نسائمه ونستظل بغمائمه ونأكل من خيرات نواعمه، نبني فيه وعلى ترابه ونعيش منعمين بالأمن والأمان والاطمئنان تؤوينا فيه بيوتنا من حر الشمس وبرد الشتاء، والتي هي الوطن الأصغر في حضن هذا الوطن الكبير الذي نجد فيه كل وسائل الراحة والاستقرار.
هذا الوطن الغالي الذي يحتوينا ويضمنا بين أحضانه وهكذا يكون وبلا شك وطناً ملكاً لجميع مواطنيه على السواء ويكون جميعنا فيه شركاء وسواسية دون أي فارق من أي ناحية بين مواطن وآخر.
وبالنظر إلى هذا الوطن باعتباره كياناً واحداً مقدساً مملوك لكل أبنائه تظهر هنا بالتالي المسؤولية الرابطة بين الأفراد ووطنهم ومسؤولية كل فرد في حمايته والذود عنه والبذل من أجله كل غال ونفيس ونفديه بالأرواح قولاً وفعلاً وعملاً.
كل هذا هو الوطن ولا أدري عن سبب عنجهية وغجرية وعصيان وجحود بعض أبناء هذا الوطن الذي يعتبر بمثابة الأم الراعية والحاضنة من إساءة وتجريح وإهانة وأذى في حق هذه الأم الخيرية والمعطاة، التي لا تبخل بالعطاء في كل الظروف،وما هؤلاء الشراذم الجاحدون إلا قلة قليلة لم تحسن الأيام تربيتهم وتأديبهم.
إذاً لا يخلو أي وطن منهم وعلى قول المثل "في كل بيت ..." وهؤلاء من أبناء هذا الوطن الذين يسعون دائماً إلى الإساءة بأعمالهم وأفعالهم وتصرفاتهم المشينة والقذرة كالتحريض والتخريب والتآمر لزعزعة الأمن والاستقرار هم من عناهم المثل السابق.
يعملون بخبث وبقسوة وعصيان، ويستلمون مقابل تخريبهم وطنهم ثمناً بخساً من جهات خارجية أو محلية مسترخصين بذلك أثمانهم ظانين أنهم سينجون من العقاب وهم واهمون.
فلا بارك الله فيهم وإلى جهنم خالدين فيها مخلدين.