كروان عبد الهادي الشرجبي
الإجهاض في العالم العربي سري ومكلف وقاتل. . هذا العنوان لموضوع تم نشره على هيئة تحقيق في مجلة "زهرة الخليج" الصادرة بتاريخ 4/4/2009م إذ تناول الموضوع الإجهاض في العالم العربي منها الإمارات، السعودية، البحرين، مصر، المغرب، وطبعاً اليمن.
وقد نشر الثاني في التحقيق دون أي زيادة أو نقصان اليمن إجهاض معلن وغير معلن.
لا غبار على مواد القانون اليمني الخاص بالإجهاض ولكن كل الغبار على تطبيقها فالمختصون لا ينكرون حدوث عمليات إجهاض في المستشفيات والعيادات وفي الوقت ذاته لا يستطيعون الجزم بأن ما يتم هو إجهاض مقصود وعلى الرغم من تأييد الأطباء وجود عيادات سرية تجرى فيها عمليات الإجهاض للحمل الغير شرعي أو غير مرغوب فيه إلا أنهم يجمعون على عدم معرفتهم بقضايا وصلت إلى المحاكم.
وأجرت المجلة لقاءات مع الدكتورة زارينا محمد قابل طبيبة هندية تعمل في المركز الإيراني الطبي. اختصاصية للنساء والولادة في المستشفى الجمهوري في صنعاء اللاتي أكدن على ما جاء من خلال حديثهن.
وذكر في التحقيق أيضاً عن وجود عيادات سرية حيث هناك همس في اليمن عن وجود عيادات سرية ولكن لا يجرؤ أحد على التحدث عن أماكن وجودها خوفاً من المسؤولية الجنائية وعليه فإن سجلات النيابة والمحاكم تخلو من بلاغات عن وجود مثل هذه العيادات.
غير أن الأطباء يرون أن تلك العيادات تفتقد أدنى الشروط الصحية مرجعين ذلك إلى أنها غير مجهزة طبياً وغير معقمة وتقول الدكتورة حسيبة إن هذه العيادات ولكونها سرية فهي غير مجهزة لاستقبال الحالات كما أن الشخص الذي يقوم بعملية الإجهاض ليس ذا خبرة كافية في التعامل مع المرأة الراغبة في إجهاض جنينها.
إلى هنا ينتهي الموضوع على لسان الطبيبتين.
إن اللافت للموضوع أن الدول العربية الأخرى المذكورة تحدثوا عن إحصائيات وكان الكلام من قبل مسؤولين وأيضاً متخصصين، أما نحن فكان على لسان
هاتات الطبيبتان اللتان تحدثتا إلى المجلة ليستا من اليمن فكيف لهما أن يعرفا كل ذلك؟
وإن كان صحيحاً لماذا لم تذهب إحداهن إلى نقابة الأطباء وتقدم بلاغاً رسمياً بذلك؟ طالما وأنهما لم يخفن من تحمل المسؤولية الجنائية بدليل أنهن تحدثن بكل صراحة في مجلة ذاعة الصيت ك "زهرة الخليج".
وإذا لاحظت عزيزي القارئ دائماً ما تنشر تحقيقات عن ظواهر سيئة مثل أعراض الأيدز في اليمن والزواج السياحي في اليمن إلى آخره وكأننا البلد الوحيد الذي لديه ظواهر سيئة علماً بأن كل بلد لديه ظواهر سيئة تفوق في خطورتها ظواهرنا تلك التي يتحدثون عنها.
ولكن يظل السؤال: أين يكمن الخطأ؟
KARAWAN2001@HOTMAIL. COM