شكري عبدالغني الزعيتري
يا قاتل الدكتور / درهم العبسي .. وقاتل طالب العلم / صالح حاتم الحوتي .. وقاتل الشهيد / احمد منصور الشوافي أثناء واجب عمله .. و قاتل الآمن بأمان الله ربة / محسن عسكر وقاز ونجله الطفل البري (شافيز ) ... يا كل القتلة وكل من فعل قبلكم مثل فعلتكم إن قتلوا نفسا إنسانية وبدون وجه حق .. أو من يخطط لقتل غيره أو اغتياله أو تصفيته فيزهق بذلك روحا برئيه هي ملكا للخالق وحدة ويتصرف فيها كيف ما شاء لا ينافسه في ذلك احد من خلقة إذ قال تعالي : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (سورة البقرة آية 30) . يا قتلة النفس البشرية التي نفخ الله سبحانه وتعالي فيها من روحه وبهذه النفخة قدس وعظم الله سبحانه كل نفس بشرية عن سائر المخلوقات بان خلق جسد الآدمي ونفخ فيه من روحة وجعل الملائكة تسجد له إذ قال الله تعالي لملائكته : (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) (سورة الحجر 29) ... وعظم من شانها الله تعالي بان شرع لها شئون الحياة والعيش والعمل لتكون كريمة مكرمة .. وعظم من شانها بان خصص لها أنبياء مرسلين منه سبحانه واليها ليعلمون كل نفس بشرية مما أوحي إلي أنبياءه المرسلين من تعاليمه تعالي .. وعظم من شانها أن خلق سائر المخلوقات وسخرها لتكون طوعا لها في الدنيا .. وعظم من شانها بان جعل مخلوقات أخري اشد منها خلقا وأقوى قوة وثبط قوتها أمام النفس البشرية وجعل كل مخلوقاته سبحانه اقل شأنا من مخلوقة الآدمي .. وعظم من شانها بان حرم قتلها بدون وجه حق في جميع شرائعه السماوية التي أنزلت علي البشرية منذ يوم خلق أبونا ادم وحتى يومنا هذا إذ قال الله تعالي : (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) (سورة المائدة 32 ) .. وعظم من شانها بان وعد قاتلها بدون وجه حق بأنه سيكون مخلدا في نار جهنم وحرمة من والعفو و المغفرة والرحمة. إذ قال الله تعالي : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (سورة النساء : 93 ).. ولهذه العظمة والقدسية لكل نفس بشرية أنادي يا قتلة كل نفس إنسانية وان طال هروبكم عن اخذ القصاص أو استطاع أحدكم بجاه أو بمال أعاقة شرع الله الذي شرعة بقولة تعالي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (سورة البقرة : 178) .. فهو لا محالة ولا مفر سيكون بين يدي خالقه سبحانه وسيحاسبه ويحق فيه وعده وعدله . وأنادي لكل من يأمره شيطانه : إن كانت تحدثك نفسك أو يخطط لك عقلك الناقص لقتل غيرك لأي سببا كان أو لاغتيال غيرك اقتداء بما نهجه بعض أهل ساسة أو لتصفية جسدية لغيرك اقتداء بما نهجه بعض أهل حكم وسلطان ولفعل جريمة القتل بأبرياء اختلفوا معك في شأن من شئون الدنيا ويوسوس لك شيطانك بان يغويك .. أقول لهؤلاء أمام هذا الآيات الكريمة لخالقي وخالقكم .. وأمام الوعود بالعذاب الخالد الذي لا ينقطع ثانية زمن في جهنم إن قتلت ادمي في الدنيا : بأنك ستكون من غير ذي الألباب إن فعلت قتلا بغيرك .. كما أتساءل لمن قتل نفسا إنسانية وبدون وجه حق : أين كان عقله لم يفكر به حين فعل فعلته المشؤمه ( القذرة ) أن قتل مخلوقا بشري هو من خلق الله الخالق وأقول : له كيف تصرفت فيما لا تملك.. وكيف عبثت بنفس إنسانية هي ملكا لخالقك وخالقها بان أهدرت دمها وأنهيت حياتها ونبض قلبها وجريان دمها في العروق وجمدت حركة جسدها المادي واخرجته من حيز الوجود المادي لتطرحه تحت الثراء قتيلا . وقد حذرك الله تعالي في محكم كتابة من هكذا فعله .. أين كانت عواطفك الإنسانية من الرأفة والرحمة والحب التي أودعها الله سبحانه وتعالي في نفسك وتركت شيطانك يتجاوزها في ساعة غضب حين قتلت مخلوقا مثلك ... ؟ وأخيرا أوجه القول لك أو لمن حولك لإيصاله إليك : أمام ما فعلت من جريمة القتل : كيف هي دنياك اليوم بعد فعلتك جريمتك .. ؟ وبماذا يحدثك ضميرك إن كان مازال حيا ..؟ وأين سيكون مستقرك نهاية المطاف عند ربك .. ؟ وماذا سينفعك مال الدنيا إن اجتمع لديك أو سلطانها إن كنت تملك واستقويت بها ؟ أو عصبتك من حولك تعتبرهم رجالك ورهطك وشجعوك لفعل فعلتك .. ؟
تنبيه : عزيزي القارئ بعد انتهاءك من قراءة مقالتي هذه أرجو منك أن تقص القصاصات للآيات القرآنية بان تفصلها عن باقي صفحات الصحيفة وتقوم بإحراقها أو الاحتفاظ بها حتى لا يتم استخدام الصحيفة في أغراض أخرى وفيها نصوص الآيات القرآنية المذكورة بالمقال أعلاه فترتكب ذنبا ونحن في هذا معك مذنبين ونسأل الله العفو والمغفرة والرحمة والجنة لنا ولك .
Shukri_alzoatree@yahoo.com