;

أصل الحكاية النووية 785

2009-04-11 04:28:58

بقلم :احمد عمرابي

السلاح النووي خطر يتهدد البشر أجمعين حاضراً ومستقبلا. لكن ما يضاعف الخطر إخضاع التسلح النووي للانتقائية السياسية. من هنا ننظر في دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إخلاء العالم بأسره من الأسلحة النووية.

رغم أن دعوة أوباما جاءت في سياق خطاب ارتجالي أمام حشد جماهيري (في العاصمة التشيكية براغ) إلا أنه حرص على انتقاء عباراته. لقد قال الرئيس إن دعوة تشمل «كل الدول» التي تمتلك ترسانات نووية لكنه لم يطالب بتصفية هذه الترسانات وإنما طالب فقط بتخفيض كل منها.. الأمر الذي يقدح في مصداقية الدعوة. إن الترسانة النووية الأميركية مثلاً تتكون من 25 ألف قذيفة نووية..

فما معنى خفضها حتى بنسبة النصف إذ ستبقى الولايات المتحدة مع ذلك قوة نووية عالمية رهيبة تمتلك أكثر من عشرة آلاف سلاح نووي. وقس على ذلك روسيا. وقال أوباما إنه «ملتزم» بتنفيذ المعاهدة الدولية لحظر التجارب النووية.. وهي الوثيقة التي تنطبق على دول تعتزم تملك أسلحة نووية بإجراء تجارب في هذا المضمار.

وبما أن الدول التي تمتلك بالفعل ترسانات نووية ليست بحاجة إلى مثل هذه التجارب فإن هذا يعني إبقاء عالم اليوم منقسما إلى فريقين: دول مالكة ودول محظور عليها أن تملك. وهذا لا يستقيم: فإما أن يكون العالم كله خاليا تماما من السلاح النووي وإما أن تكون القوة الردعية النووية متاحة لجميع الدول فلا تجرؤ أية دولة على استخدام سلاح نووي حتى لا تجلب على نفسها ردا نوويا.

وبالرغم من أن خطاب أوباما غلب عليه الطابع التعميمي إلا أنه حين أراد الاستشهاد بأسماء دول معينة ليقول إنها تشكل تهديدا نوويا لم يجد سوى إيران وكوريا الشمالية متحاشيا تماما أن يأتي على ذكر إسرائيل.

وهذه هي الانتقائية السياسية بعينها. أشار الرئيس الأميركي إلى منظومة الصواريخ العابرة للقارات التي تعتزم الولايات المتحدة إقامتها في شرق أوروبا «لحماية الدول الأوروبية من تهديدات نووية من دول مارقة مثل إيران».

وحيث إن روسيا تعتبر أن مشروع الصواريخ موجه ضدها فإن أوباما عرض في خطابه صفقة: إلغاء منظومة الصواريخ.. على أن تمارس موسكو ضغوطا على البرنامج النووي الإيراني. أما كوريا الشمالية فإنها في نظر الرئيس الأميركي «خرقت القواعد» بإطلاق صاروخ تجريبي عابر للقارات.

وهكذا يبدو خطاب أوباما الطويل وكأنه ليس سوى مقدمة للوصول أخيرا إلى تلخيص الخطر النووي العالمي في دولتين فقط: إيران وكوريا الشمالية. وعلة هذه الانتقائية السياسية واضحة ومفضوحة: إذا تملكت إيران السلاح النووي فإنها تحبط الردع النووي الإسرائيلي. وصواريخ كوريا الشمالية النووية سوف تطال أهدافا أميركية على الساحل الأميركي للمحيط الهادي. وهذا هو أصل الحكاية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد