;

خطة القوات المسلحة لفك الحصار ..الحلقة «3» 788

2009-04-11 04:32:22

حصار صنعاء 1967 1968

الدافع الرابع عشر: تمثل في التغيير الذي حدث في حركة 5 نوفمبر وما صاحبها من إجراءات استمرار اهتمام اليمنيين البالغ بانشغالهم المتواصل ضد بعضهم البعض بعيدين عما كان يحدث ويجري من أعمال للقضاء على الثورة وعليهم جميعاً حتى فاجأهم الهجوم

بالإضافة إلى الدوافع السابقة كانت هناك عوامل ومقومات وأسباب كثيرة متعددة جعلت من حدوث الحصار أمر وارد خاصة بعد أن تمكن العدو من مواصلة إضعاف الصف الجمهوري بشتى الوسائل، وفي نفس الوقت كانت المقومات تعد وتجهز طبقا لخطط عسكرية مدروسة لتحقيق انتصار الحصار وتحقيق أهدافه الرئيسية بإسقاط العاصمة صنعاء وبالتالي الثورة والجمهورية وتقسيم اليمن إلى دويلات، تمثلت تلك المقومات وباختصار شديد في ما يلي:

1 تفكيك وتفتيت الجبهة الداخلية.

2 الدراسة الدقيقة والمتأنية ولفترة طويلة تضمنت التخطيط والبرمجة للتنفيذ في أطار فرض الحصار.

3 احتلال المواقع الإستراتيجية المتحكمة والمسيطرة على العاصمة صنعاء من جميع الجوانب

4 تحديد المواقع الواقية للقوى البشرية وقطع الأسلحة الثقيلة وبموجب التوفيق بين المواصفات الفنية للسلاح والمواصفات الطبيعية لاستخدام الأراضي واستخدام سفوح المرتفعات والسهول. . . الخ

5 استقدام واستخدام خبرة المرتزقة الأجانب سفاكي دماء الشعوب في وضع الخطط استخدام مهاراتهم في ضرب العاصمة بالأسلحة الحديثة لتي قيل أنها صنت خصيصا لمرتفعات اليمن بشكل عام ومرتفعات العاصمة بشكل خاص

6 وضع أربع خطط ( حرب إعلامية حرب نارية حرب حصارية حرب نفسية ) وكل خطة من هذه الخطط تتفرع إلى عدة فروع.

7 عمق استراتيجي واسع جغرافيا مع كثافة سكانية مكون من السبع القبل

8 توظيف قوى بشرية تابعة للسبع القبل وتشغيلهم في الحرب والإمداد والتموين ( حرب العصابات )

9 الطابور الخامس ومن وراءه

10 توزيع الأموال للإغراء من ذهب وفضة ومختلف العملات الورقية

11 توزيع أعداد كبيرة من الأسلحة الخفيفة لإغراء أعداد من القبائل البعيدة عن العاصمة لينظموا إلى الحشود القبلية المحيطة بالعاصمة تحت شعار الجيوش الشعبية بالإضافة إلى حشد جيوش للحرب النظامية

12 توفير الأسلحة ومعدات حربية بأنواعها الثلاثة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وما تحتاجها من ذخائر متنوعة وإمدادات لازمة لخوض المعارك مع استخدام القنابل اليدوية وزرع الألغام

13 توفير كميات كبيرة من الإمداد والتموين المتنوعة والمختلفة للقوات النظامية والشعبية ( أغذية ملابس أدوية مواد غذائية أغطية خيام مطابخ. . . الخ )

14 وسائل مواصلات بكل أنواعها

15 وسائل اتصالات بكل أنواعها

16 التوقيت الزمني الخبيث، أولاً حلول فصل الشتاء وما يتطلبا من مواد غذائية وعلاجات طبية وأغطية،

ثانياً حلول شهر رمضان وما يتطلبه من كميات لمواد غذائية وغطائية ودفائية توجه الناس للعبادة وعدم الميل والرغبة في ممارسة القتال

17 حصار القبائل للعاصمة وحرمانها من الإمداد والتموين الذي كان يأتيها من السبع القبل المحيطة بالعاصمة وعن طريقها

18 ضرب ما تبقى من إمداد وتموين من مخازن صغيرة بالعاصمة لا يعرف أماكنها إلا إبليس

19 قطع الطرق البرية بين صنعاء والحديدة وصنعاء وتعز التي تمثل المثلث الهام والرئيسي الكائن بين صنعاء وتعز والحديدة لإمداد العاصمة صنعاء بالقوى البشرية والمادية والمالية. . . الخ

الباب الأول: الموقع الأول ( التعامل مع الحصار من خارج الوطن )

الفصل الأول: الوضع قبل الحصار

تشكيل اللجنة العليا للجيش:

لقد كان إحساس الضباط في القوات المسلحة أن هناك مؤامرة تحاك في الخفاء تستهدف الثورة والجمهورية من الأساس بمعنى أن الخلاف لم يعد جمهورياً أو ملكياً فقد تضاعف نشاط الموقف المعادي مستمداً قوته من ضعف الجبهة الوطنية بتفككها وتمزيقها حتى سهل عليهم وبصوت مسموع طرح مؤتمر حرض 1965م وكانت الإرهاصات مسبقة منذ ستة أشهر لتهيئة ذلك ومن ضمنها حدوث لقاءات سرية في مدينة اركويت في السودان حضرها ممثلون عن القوى الرجعية والملكية ومجموعة من العناصر المحسوبة على الجمهوريين و كذلك حضور شخصية وطنية بارزة تبحث عن مخرج لحقن دماء اليمنيين،

ومن أهم ما تداولته تلك القوى استبعاد بدونهم أسم الجمهورية والملكية واستبداله باسم الدولة اليمنية، وفي الوقت نفسه كانت هناك قوى أخرى تسمي نفسها القوة الثالثة وكانت ممثلة ببيت الوزير وبعض المشائخ طرحت بدونهم أسم الدولة الإسلامية وكنت في ذلك الوقت اشغل منصب وزير الأشغال العامة لقد جعلت هذه المخاوف والمخاطر مجموعة من الضباط يتوجهون إلى مكتبي ويطلبون عودتي إلى قيادة الجيش، ومن ضمن ما طرحوه التهديدات والمؤامرات التي تحاط ضد الثورة والجمهورية، وأمام هذا الموقف لم أجد إلا الإستجابه لهم بشرط أن يتم عقد اجتماع موسع لضباط الجيش من جميع الألوية ومن لم يتمكن من الحضور عليه أن ينيب عنه لأجراء انتخابات حرة ومباشره لانتخاب لجنة عليا لقيادة الجيش وتحديد مهامها في مواجهة كل المؤامرات التي تستهدف الثورة والجمهورية والعمل على توحيد الصف الجمهوري وتنقية أجوائه من كل ما يشوبه من شوائب وتم عقد الاجتماع الموسع للضباط وتمخض عنه انتخاب لجنة عليا لقيادة الجيش تتكون حسب الذاكرة من:

1 العميد / عبد اللطيف ضيف الله رئيساً

2 العقيد / علي سيف الخولاني عضواً

3 العقيد / محمد الخاوي عضواً

4 العقيد / علي قاسم المؤيد عضواً

5 العقيد / ناجي علي الأشول عضواً

6 العقيد / سلام الرازحي عضواً

7 العقيد / علي بن علي الجائفي عضواً

8 العقيد / حمود بيدر عضواً

وفور انتهاء الانتخابات الحرة والمباشرة ولأول مرة علناً في تاريخ الجيش اليمني ولخطورة الموقف وما يدور في الساحة من مؤامرات تم اتخاذ مجموعة من القرارات الهامة منها:

1 رفع شعار الجمهورية أو الموت

2 وضع الترتيبات اللازمة للدفاع عن العاصمة صنعاء في خط الدفاع الأول والثاني

3 رفض كل التسميات التي تتعارض مع الجمهورية وخاصة ما كان يتم التشاور بين القوى المعادية من إنشاء ( الدولة اليمنية )

4 استطلاع موقف القيادة العربية مما يطرح عن إنشاء دولة إسلامية أو دوله يمنية والطلب من القيادة تحديد موقفها من ذلك على أنه إذا وجدت اللجنة أن القيادة المصرية مؤيدة لإنشاء دولة يمنية بديلا للجمهورية فاللجنة مخولة بالطلب من الإخوان المصريين مغادرة البلاد لانتفاء الهدف من وجودهم وهو الدفاع عن الثورة والجمهورية ويتم توديعهم والعودة إلى ثكنات الجيش لمواصلة بناء الجبهة الداخلية لمواجهة المؤامرات ضد الثورة والجمهورية، وقد تم اللقاء مع القيادة العربية ممثلة بالفريق / عبد المحسن المرتجي وآخرين،

وهنا يجب الإشارة إلى بعض الجوانب الإيجابية التي صاحبت تشكيل اللجنة العليا للجيش والتي منها إعادة الاعتبار للضباط الذين قاموا بالثورة وإعادة التنظيم والانضباط للقوات المسلحة،

كان الوضع السياسي داخل الوطن قد تشابكت وتداخلت وتعارضت خطوطه مع المصالح الإقليمية والدولية مما جعل الوضع ينذر بالانفجار وتشكلت عدة كتل منها كتلة خمر، وكتلة الفريق العمري، وكتلة الرئيس السلال مما أتاح للقوات المعادية أن تجد تربة خصبة للاستقطاب مستغله خلو الساحة من القوى التي كان لها الدور الأساسي في تفجير الثورة عن طريق تغييبها سواء بالاعتقال أو الترحيل للخارج وغيره ،ووصل التصعيد حد الذروة بإصدار الأوامر العسكرية الشفوية من الفريق العمري إلى قائد سلاح المدرعات المقدم / عبد الرحمن الترزي بضرب الطائرة القادمة ن القاهرة إذا كان على متنها الرئيس السلال حتى يصله الأمر التحريري بإسقاطها، وكان ذلك أثناء الاجتماع الموسع في العرضي الذي حضره مجموعة من الوزراء في حكومة العمري والقاضي عبد الرحمن الإرياني والأستاذ أحمد النعمان والعقيد علي سيف الخولاني وآخرون،

وقد رجع إلى المقدم عبد الرحمن الترزي عندما شعر بخطورة الأمر فتفاهمنا على عدم التعرض للطائرة بسحب إبر ضرب النار من المدافع وعلى مسئوليتي الشخصية بعدها وصلت معلومات مؤكده بأن القيادة العربية المصرية قد اطلعت على ما يبيت من محاولة إسقاط الطائرة وهددت أنها ستقوم بضرب العاصمة صنعاء حرصا على أمن قواتها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد