كروان عبد الهادي الشرجبي
هل تذكرون كيف كان وقع كلمة الطلاق على الناس أيام زمان؟ كان سكان المنطقة الواحدة عندما يسمعون بحكاية طلاق واحدة يتهامسون فيما بينهم بذهول وتعاطف وتعجب وكانت الحكاية تدور بيتاً بيتاً وحتى عندما تطويها الأيام فإنها تبقى تاريخاً منفصلاً يعلم مجرياته العديد من سكان الحي.
كيف كان الطلاق يحدث في الماضي؟ لقد كان الناس يدركون خطورة الأمر، وكانوا إذا تأزمت الأمور بين زوجين تداعوا لفعل المستحيل لرأب الصدع.
لم يكن شائعاً بين الناس أن أسباباً مثل عدم القدرة على الإنجاب يمكن أن تؤدي إلى الطلاق، صحيح أن الرجل كان يتزوج ثانية ولكنه لا يلجأ إلى الطلاق أبداً كما أن الزوجة لا تلفظ كلمة الطلاق مطلقاً حتى وإن تزوج بأخرى.
ولم يكن من الدارج أيضاً أن عسر الحال والفقر من مسببات الطلاق، وذلك أن المرأة كانت تتحمل مشقة وصعوبات الحياة وتقف إلى جانب زوجها في الضراء حتى وإن طالت تلك الضراء ومن أجل أن تتأكدوا من صحة كلامي عودوا بذاكرتكم إلى الوراء عندما كنتم أطفالاً "هذا بالنسبة للشباب"، أما بالنسبة لآبائنا سوف يؤكدون على ما أقول.
اليوم يتم الطلاق لأتفه الأسباب إذ يصل بعض الأحيان لمجرد الاختلاف على السكن، فبعض الشباب يتزوجون في بيت العائلة نظراً للظروف المالية الضيقة وبعض النساء يجدن أن الطلاق أسهل من العيش مع "العمة أو الحماة" ولديهن الاستعداد الكامل لدفع ذلك الثمن الباهظ مقابل فرض إرادتهن بأن يكون الزوج مستقلاً عن أمه.
وبعض النساء لا يستطعن تحمل طباع أزواجهن العصبية فتراهن أكثر عصبية من أزواجهن وهنا تحصل الكارثة.
لا تقولوا لي أن آبائنا لم يكونوا أبداً يغضبون، فقد كانوا يغضبون ويتعصبون ولكن أمهاتنا كن أكثر هدوءاً لذا كانت الأمور تعود طبيعية وكأن شيئاً لم يحدث، يمكن لأنهن تعلمن أن يحترمن أزواجهن أكثر من اللازم "قد ترى بعض النساء أو الفتيات أنانية مع الرجل ولكن لا أنا مع الأطفال، ما ذنب هؤلاء الذين يدفعون الثمن؟ أليس من حقهم أن يعيشوا حياة هادئة مع أبوين تحت سقف واحد؟ ألا يستحقون أن تضحوا من أجلهم وتتحملوا؟ هل تعتقدون أن كل آبائنا وأمهاتنا كانوا سعداء ولكني على يقين أن كثيراً من الآباء والأمهات تحملوا الحياة حتى يعيش أطفالهم ويسعدوا، أو ربما كانت القناعة تملأ القلوب وكان الحب أعمق من الشكل والعشرة كانت أهم، أما في يومنا هذا.....!!
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM