عصام المطري
* المعلم اليمني شعلة من النشاط ولكن حقوقه مهضومة ولا يتحصل على الحق المشروع إلا بعد مظاهرات ومسيرات واعتصامات وإضرابات وكأنه في البلد لوبي تخريب يفضل تدمير كافة القطاعات الحيوية الهامة، فالمعلم همومه كثيرة فهو لا يتقاضى راتبه الشهري إلا بعد مرور خمسة عشر يوماً من الشهر التالي، وأبسط مثال المعلمين والمعلمات على محافظة صنعاء حيث لم يتسلموا بعد فوارق طبيعة عمل التي ظلت حبيسة الأدراج.
* إن المعلم اليمني في المدارس الحكومية يعاني من الكثافة المطلقة، ففي الفصل الواحد ما يقرب من المائة والخمسين طالباً وهذا يعيق أداء المعلم ويؤثر تماماً على عطائه، فمع التنامي السكاني تقعد الدولة مكتوفة الأيدي ومتقاعسة عن التوسع في المباني المدرسية، فمطلوب بناء العديد من المدارس في المدن والأرياف على حدٍ سواء، فأين المساعدات من البنك الدولي؟! وأين القروض لهذا الغرض؟! وأين عائدات البترول؟! فإذا أردنا تعليماً صحيحاً علينا أن نحد ونقلص الكثافة الطلابية لأن المعلم وخلال الكثافة الطلابية شأنه شأن الذي يصب الماء في دلو مخروم، فتدني مستوى التحصيل التعليمي والتربوي عائد إلى هذه الكثافة الطلابية.
* إن الكثافة الطلابية هي أزمة التعليم في الزمن الحديث حيث نحث الحكومة على التوسع في المباني المدرسية في الأحياء السكنية في عدن والأرياف، ففي مدينة تعز هنالك مدارس عبارة عن عمارات مستأجرة من الملاك، وهي غير مؤهلة للتعليم، فأين يا ترى الاهتمام بالتعليم؟ّ! وأين المزايدة على التعليم؟!.
* على أن هنالك مدارس في الأرياف تحت الشجر وفي الخلاء فهل هنالك ضمير لدى المسؤولين القائمين على التعليم؟ فلن نسمح مطلقاً أن يتلقى أبناؤنا الطلاب المعارف والعلوم تحت الأشجار أو في عشش من سعف النخل، فالأموال تبدد وتذهب هباءً منثورا، فبدلاً من الاتفاق على السفريات إلى الخارج لمسؤولين في الوزارة المعنية، وبدلاً من الإنفاق على تكريم المعلم بيومه المجيد علينا أن نبني مدرسة واحدة فقط على الأقل، فالإنفاق على هذا الوجه سيء للغاية، وعلينا أن نتقي الله في المعلم وفي أبنائنا الطلاب، فنحن نرى التدهور الحاصل في التحصيل العلمي ونتضايق من مستوى التلاميذ والذي قد يصل إلى الصف الثالث الثانوي ولا يجيد القراءة ولا الكتابة بشكل قوي، فهذا مرده إلى الكثافة الطلابية، فالمعلم يبذل جهداً جهيد في ضبط الفصل حتى تنتهي الحصة وكأن ذلك الجهد يجب أن يوزع ويصرف في تفهيم وتعليم أبنائنا الطلاب.
* ومن خلال هذا المنبر الحر المستقل نناشد القائمين على التعليم في مكاتب الفروع في المحافظات وفي المديريات والمناطق التعليمية والتربوية عدم إذلال المعلم بتأخير راتبه الذي يسبب له قلقاً واضطراباً كبيراً لا يقوى على العطاء فيه، فصاحب المنزل يريد الإيجار، وصاحب البقالة يريد حسابه، وهكذا حتى يصاب المعلم بخيبة أمل، فمن المفترض صرف الراتب غرة كل شهر ميلادي من أجل استقرار العملية التعليمية والتربوية في البلاد والله المستعان.